مؤتمر الوحدة الاسلامية فرصة قيمة للتواصل بين كبار علماء الاسلام و ترسيخ اتحاد المسلمين

مؤتمر الوحدة الاسلامية فرصة قيمة للتواصل بين كبار علماء الاسلام و ترسيخ اتحاد المسلمين
مؤتمر الوحدة الاسلامية فرصة قيمة للتواصل بين كبار علماء الاسلام و ترسيخ اتحاد المسلمين

انتهز مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) ، فرصة تفقد الدكتور محمد رضا كلرو لجناح وكالة انباء التقريب (تنا) ، المشارك في معرض الصحافة و وكالات الانباء ، للتعرف على برامج و مشاريع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية المستقبلية ،  بما في ذلك المؤتمر الدولي السنوي للوحدة الاسلامية المزمع انعقاده في ذكرى المولد النبوي الشريف ، فكان الحوار الآتي :

بداية أثنى مساعد البرمجة و الشؤون التنفيذية في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على جهود وكالة أنباء التقريب (تنا) في التوعية و التنوير ازاء الهجمة الشرسة التي تستهدف الاسلام و المسلمين ، معرباً عن شكره و تقديره للعاملين في الوكالة ، و لافتاً  الى النتائج الملفة التي استطاعت و كالة انباء التقريب تحقيقها على صعيد العالم الاسلامي ، رغم الإمكانات المادية و الفنية المحدودة .  

و في معرض حديثه عن مؤتمر الوحدة الاسلامية لهذا العام ، أشار الدكتور كلرو الى اهمية المكاسب و الانجازات التي استطاع المؤتمر تحقيقها على مدى ثمانية و عشرين عاماً ، خاصة في ترسيخ التواصل و الانسجام بين علماء الدين في البلدان الاسلامية ، و العمل معاً لنزع فتيل التوتر و تعزيز التقارب و الاتحاد و الوحدة بين افراد المجتمع الاسلامي .

و شدد الدكتور كلرو على خطورة الدور الذي يضطلع به المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على صعيد العالم الاسلامي ، لافتاً الى أن مجمع التقريب يعد المؤسسة الرسمية الوحيدة التي تحمل لواء التقريب بين المذاهب الاسلامية ، و الجهود القيمة التي يبذلها المجمع - عبر مختلف نشاطاته و فعالياته المتنوعة -  للحد من الخلاف و الفرقة في اوساط المسلمين ، و محاولة توثيق اواصر الاخوة الاسلامية و تجسيد الامة الاسلامية الواحدة .  

و أضاف الدكتور كلرو : لو لم تكن مساعي و جهود المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، التي تحرص على تقارب و تعاضد المسلمين و رصّ صفوفهم ، لربما كانت اوضاع العالم الاسلامي اليوم تتسم بالمزيد من بالعنف و التطرف ، نتيجة المشاريع و المخططات المشؤومة  للاستكبار العالمي التي تستهدف العالم الاسلامي بالصميم . غير أن ذلك لا ينفي من القول أن كل هذه الجهود و المساعي  لم تكن كافية ، ذلك أن التآمر و الارهاب الذي يفرض اليوم على العالم الاسلامي تحت عناوين " داعش " و الجماعات التكفيرية الاخرى ، في غاية الخطورة و الوحشية ، و يتطلب المزيد من العمل و تضافر الجهود على أكثر من صعيد .  

و لفت رئيس اللجنة المشرفة على اقمة المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية : أن المد الاسلامي الذي اكتسح الغرب في العقود الاخيرة ، خاصة القارة الاوروبية ، كان مثيراً بالنسبة للغربيين و مقلقاً في الوقت نفسه ، و لهذا لجأوا الى دعم الجماعات التكفيرية أمثال " داعش " و النصرة " ، و مساندتها في توجهاتها و اجرامها على صعيد العالم الاسلامي . غير أن المجتمعات الغربية لم تكن في منأى عن تبعات ذلك ، و ها هي بدأت تشهد ما كانت تتمناه و تأمله لبلدان العالم الاسلامي .  

و مضى يقول : يحرص هؤلاء اقناع الرأي العام الغربي بأن الاسلام يمثل خطراً  على حياتهم و توجهاتهم المادية ، و بالتالي نشر الحقد و الكراهية ضد الاسلام و المسلمين على حد سواء . و المؤلم حقاً أن البعض من ضعاف النفوس و العقيدة يساند الغربيين في تحقيق اهدافهم ، و لهذا فأن فضح امثال هؤلاء و تعريف الرأي العالم الاسلامية بحقيقة افكارهم و توجهاتهم و نواياهم ، مسؤولية في غاية الاهمية يتحمل اعباءها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و كافة المراكز و المؤسسات الاسلامية الصادقة و المخلصة ، في تسليط الضوء على حقيقة الاسلام و مبادئه و قيمه  الدينية و الاخلاقية .

و ذكر الدكتور كلرو : ثمة نهج جديد اتسمت به توجهات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية خلال السنوات الاخيرة ، تمثل في التعاطي مع مختلف فئات المجتمع الاسلامي . ففي السابق كان مؤتمر الوحدة الاسلامية يركز على علماء الدين بمختلف انتماءاتهم المذهبية و الطائفية ، و كثيراً ما  تتمحور فعالياته و نشاطاته حول المعالم الفقهية لوحدة الامة الاسلامية . غير أن اهتمامات المؤتمر انتقلت اليوم الى مرحلة متقدمة ، بعد أن حققت تطوراً ملفتاً على صعيد التفاهم الفقهي لأهمية الوحدة . و مما يذكر في هذا الصدد أن علماء الدين في العالم الاسلامي يجمعون على وحدة الاسس الفقهية لدى المذاهب الاسلامية ، و إذا كان ثمة اختلاف ازاء موضوع ما، فهو وليد التباين في فهم الموضوع ، أما بالنسبة للموضوعات الرئيسة فليس هناك ادنى اختلاف أو تباين .

و أشار الدكتور كلرو : أن التعايش السلمي و العيش المشترك يطغى على معظم المناطق في البلاد التي يتواجد الشيعة و السنة جنباً الى جنب ، و أن ثمة ترابطاً اجتماعياً و اسرياً يشكل السمة الغالبة لهذه المناطق ، غير أن مثل هذا لا يروق للاستكبار العالمي و لهذا يحاول بمختلف الوسائل و السبل إثارة الخلافات المذهبية و إشعال الفتنة الطائفية بين ابناء هذه المناطق .
يتبع .............