الشيخ شهرياري :
ليعلم العدو الصهيوني والأمريكي أن المقاومة ستستمر حتى تحقيق الهدف المنشود

قال الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ الدكتور حميد شهرياري : ليعلم العدو الصهيوني والعدو الأمريكي أن المقاومة ضد الغصب والظلم والاستكبار ستستمر حتى تحقيق الهدف المنشود إن شاء الله.
جاء ذلك في كلمة الدكتور شهرياري خلال الندوة العلمية "شهيد الوحدة وفلسطين"، نظمتها المستشارية الثقافية الايرانية في بيروت، لمناسبة تشييع الامين العام الشهيد لحزب الله لبنان، سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله، وخلفه الصالح الشهيد السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليهما).
وافادت وكالة انباء التقريب ان جمعا من رجال الدين ومسؤولين رفيعي المستوى من ايران وجبهة المقاومة، شاركوا في هذه الندوة.
وفيما يلي نص كلمة الشيخ الدكتور شهرياري خلال ندوة "شهيد الوحدة وفلسطين" :-
المجاهد الكبير والقائد الرائد للمقاومة في المنطقة السيد حسن نصر الله (رحمه الله) هو الآن في قمة مجده وشهرته و هو الان في اعلى عليين؛ وقد استقر جثمانه الطاهر في أرض الجهاد في سبيل الله، ولكن روحه، ومنهجه وفكره وحياته سارية في كل ارجاء لبنان و محور المقاومة بل العالم كله، وأصبح اسوة ونموذجا لنا وللأجيال القادمة.
هو حبيب الامامين للمقاومة و نجيب من آل محمد صلى الله عليه و آله، فكان كما انتجبه الله سيدَ مَنْ خَلَقَهُ في لبنان، و صفوة من اصطفاه في حزب الله، وَ أَفْضَلَ من اجتباه، و أكرم من اعتمده. قدمه الله على باقى المقاومين وبعثه الى المجاهدين، وأوطأه مشارق محور المقاومة ومغاربها. ثم نصره الله بالرعب في ايام الحروب مع الكيان الصهيوني وحففه الله بملائكته و وعده الله النصر والعزة، ولو كره الصهاينة.
واما الشهيد هاشم صفى الدين السيد الهاشمي لحزب الله فكانَ بَعْدَهُ هُدًى مِنَ الضَّلالة، ونُوراً مِنَ الْعَمَى، وَحَبْلَ الله المتين وصراطه المستقيم، لا يسبق بقرابة في رحم، و لا يلحق في منقبة من مناقبه، يحذو حذو الامين العام و لا تَأْخُذُهُ في الله لومة لائم. فهما لاحقان بمرشدهما و رفيقهما في المقاومة سيد عباس الموسوى.
فنقول : ذكركم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ وَآثَارُكُم في الآثار وقبُورِكُمْ فِي الْقُبُورِ، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شانكم، وأجلّ خطركم وأوفى عهدكم؛ كلامكم من نور الله الرحيم وأمركم رشد من النبي الكريم ووصيتكم عونا للمظلومين من وصى نبي العالمين.
اما الان فما هو واجبنا تجاه سادات قادة المقاومة؟
اولاً: بناء الخطاب والحوار حول المقاومة وتكراره عبر تنظيم مؤتمرات لمشاركة ذكريات اصول المقاومة ومواضيع تتعلق بها. و يجب علينا ترکیز اصولها واستراتيجيتها وبيانات المهمة والأهداف الرئيسية، للحفاظ على مفهوم المقاومة للجمهور، وخاصة الشباب.
الأشخاص الذين لديهم أسئلة يحتاجون إلى إجابات لأن هناك آراء مختلفة بين الناس والشعب اللبناني شعب متنوع ثقافيا، طائفياً ودينيا و مذهبياً. ويتطلب هذا التنوع الثقافي تنوع الآراء، مما يتطلب قيادات متنوعة حتى يتيسر للشعب توفير فهم عميق لأسباب المقاومة بمختلف ثقافاتهم.
علينا أن نشعر بالمسؤولية تجاه هذه الأسئلة ونجعل جهاد التبيين على قائمة المهام التي يتعين علينا القيام بها. إن النخبة يجب عليهم أن يقوموا بتحييد الشكوك في قضية "الرجل المؤمن" المذكور في سورة "يس" - [و اضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون، إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فَعَزَزْنَا بِثَالِثَ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مرسلون].
وهذا يعني أنه يجب علينا أن نكرر ما نقوله عن المقاومة لأن العدو يكرر شكوكه ويجب علينا تكرار الجواب لتذكير الشباب.
فاولاً يجب التنبه بالاسئلة والشكوك، وثانياً يجب الاجابات وثالثاً ان تكرر الاجابات حسب تكرار الاسئلة ورابعا : الإعلان والإعلام من خلال وسائل الإعلان وفي الفضاء الافتراضي، لأن إعداد الاجوبة لا يكفي بالنسبة لنا، بل يجب علينا أيضا نشرها وتقديمها على نطاق جماعي وجعلها متاحة على نطاق واسع.
ولذلك يعلن المؤمن في سورة يس إيمانه بصوت عال وواضح؛ اذا يتيعن على النخبة أن تكون صريحة، وأن تتحدث بوضوح، وأن تزيل الشكوك من الأذهان، وألا تتحدث بشكل غامض أو مشوش أو مريب.
ثانياً : الحفاظ على المنظمات وتوسيعها لتشمل منظمات أخرى قادرة على مرافقتنا؛ فإن التعاون المشترك يعد المفتاح لتحقيق الأهداف التنظيمية النبيلة، فهو يحقق التكامل والتآزر بين أفراد المنظمات والمجموعات و المؤسسات، ويسهم في بناء مستقبل مشرق يرتكز على قيم الوحدة والتضامن.
إن الحفاظ على الانسجام وتجنب الخلافات الطائفية والدينية والمذهبية ضروري لضمان استمرارية النجاح وتفادي النزاعات التي قد تقود إلى الفشل والهزيمة.
يجب علينا و على كل من تعهد بالفوز، أن نعمل معاً بروح الفريق الواحد، وأن نرتقي بحوار بناء يضمن تفهم الآراء المتباينة وتحقيق المصلحة العامة؛ إن وحدتنا قوة لا يستهان بها، وبتكامل جهودنا نصل إلى قمم الإنجاز والتقدم المنشود.
علينا أن نتكاتف ونتشارك الأفكار والمهارات لتحقيق أهدافنا المشتركة، فالوحدة أساس النجاح والاستقرار الدائم؛ لزام علينا بأن نسعى نحو المزيد. وتتطلب هذه الوحدة توحيد المنظمات المتعددة استراتيجياً ودمجها توافقيا من أجل تحسين نوعية المنظمات؛ ومع ذلك، يمكن تنظيم وتصميم منظمات أخرى لأغراض جديدة.
إن التعاون المشترك يعد المفتاح لتحقيق الأهداف التنظيمية النبيلة، فهو يحقق التكامل والتآزر بين أفراد المؤسسة ويسهم في بناء مستقبل مشرق يرتكز على قيم الوحدة والتضامن؛ وإن الحفاظ على الإنسجام وتجنب الخلافات الطائفية والدينية والمذهبية، ضروري لضمان استمرارية النجاح وتفادي النزاعات التي قد تقود إلى الفشل والهزيمة.
ثالثاً : نحن بحاجة إلى بناء شبكات بين الشباب.
رابعاً : تثبيت العلامة الممتازة؛ ان أسماء مثل نصر الله و سید هاشم الان صارت علامة ممتازه بين الشعوب الاسلامية والعالمية ويجب توجيه كل الشباب نحو هذه العلامات الممتازة، ومن خلال تكرار هذه الأسماء في الخطابات والمؤتمرات والمنظمات والشبكات يمكننا تحقيق هذا الهدف.
وليعلم العدو الصهيوني والعدو الأمريكي أن المقاومة ضد الغصب والظلم والاستكبار ستستمر حتى تحقيق الهدف المنشود إن شاء الله.
إن بناء العلامة الممتازة في مجالات المقاومة يعني إنشاء هوية فعالة ودائمة للمجموعات المقاومة. وتتطلب هذه العملية الاهتمام بالقيم الثقافية والتاريخ والهوية الوطنية، وتعزيز هذه الهوية من خلال تقديم المبادئ والمنتجات والخدمات المقاومة للمجتمع.
إن المسألة الأهم في العلامة الممتازة الثقافية هو بناء تواصل مستمر وصادق مع الجماهير لتشكيل دائرة من المصداقية والثقة. وفي بعض الأحيان يتم تنفيذ هذه الأنشطة بهدف الحفاظ على التراث المقاوم وتوسيعه بحيث يمكن نقل مقاومة الحالية إلى الأجيال القادمة ويمكن الاعتراف بمكانة المقاومة بشكل بارز في المجتمع.
إن العلامات الممتازة في مجالات المقاومة تعد أداة قوية للحفاظ على الهوية وتراث المقاومة داخل المجتمع. يتطلب إنشاء علامة فريدة للمقاومة تكون مزيجا من الفن والأدب والتاريخ والعادات، ومن خلال الاستفادة من قصص المقاومة والشجاعة والقيم الأصيلة يمكن تقديم صورة حية للمقاومة والحضارة الجديدة للامة الواحدة.
إن التعاون بين الباحثين والنخب وحتى الفنانين من المقاومة يوفر التضامن الاجتماعي ويرفع مستوى الفكر؛ وتساعد هذه العملية على نقل مفاهيم المقاومة من جيل إلى آخر، وتخلق رابطا دائما بين الماضي والحاضر والمستقبل؛ فالعلامة الممتازة للمقاومة هي الجسر بين القيم القديمة وإبتكارات اليوم.
والان علامتنا الممتازة هي عنوان السيد حسن نصرالله و سید هاشم صفى الدين.
سلام الله على عباده الصالحين، وعلى هذين المقاتلين البارين، وعلى سائر المقاتلين المخلصين الذين استشهدوا في الآونة الأخيرة. وعلى جميع شهداء الإسلام وتحياتي الخاصة لكم وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين؛ تحياتي الخاصة لكم يا أبنائي الأعزاء، شباب لبنان المحاربين.