لابد من تدوين ضمانات كفيلة بترجمة الحقوق عملياً

لابد من تدوين ضمانات كفيلة بترجمة الحقوق عملياً
لابد من تدوين ضمانات كفيلة بترجمة الحقوق عملياً

تحت عنوان " اهمية المياه في القوانين الاسلامية " ، عقدت بمدينة قم المقدسة ندوة علمية حضرها آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، و السيد مايكل المسؤول في منظمة الصليب الاحمر الدولية ، و السيدة انجيليكا شاب المسؤولة عن برنامج الاسلام و الحقوق الانسانية ، و الدكتور قاسمي استاذ الحقوق الدولية ، و الدكتور توحيدي عضو الهيئة العلمية بجامعة قم ، و حجة الاسلام الدكتور مير محمدي .

و في كلمة لسماحته لفت آية الله الاراكي الى أن رسالة الانبياء تمثل المنشأ والمصدر للمسائل الخاصة بالحقوق و الموضوعات المتعلقة بحقوق الانسان و الحقوق الانسانية ، موضحاً : أننا نعتقد بأن الحقوق مقولة سابقة للبشرية ، و ان الله تعالى يعتبر مصدر الحقوق و منشأها ، و لهذا يعد الالزام بالحقوق حقيقة سابقة لوجود البشرية .

 و أضاف سماحته : نحن نؤمن بأن الحقوق مقولة سابقة للوجود الانساني ، و هي ليست من ابتكار الانسان ، و أن الانسان ملزم بمراعاتها سواء شاء أمّ أبى .
 
و تابع آية الله الاراكي : أن ثمة مباحث واسعة كثيرة في الفقه الاسلامي حول مراعاة حقوق الانسان و الأخذ بالجانب الانساني في النزاعات الدموية ، و ان كتب المراجع و الاحاديث و آي الذكر الحكيم  تزخر بالمواضيع الخاصة بحقوق الانسان و الالتفات الى الجانب الانساني في النزاعات و الحروب .

و في جانب آخر من كلمته أشار آية الله الاراكي الى وجود أحكام متعددة في الاسلام تتناول الحقوق الخاصة بالمياه ، لافتاً الى أن سيرة المعصومين حافلة بالمواعظ و الارشادات الخاصة بمراعاة الحقوق المتعلقة بالمياه . و مضيفاً : لعلّ احدى اكثر القواعد اهمية   الواردة في الاحاديث النبوية حول  الحقوق الخاصة  بالمياه ، ما ينقل عن الرسول الاكرم (ص)  بوجوب عدم منع المياه الزائدة عن الحاجة .

و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى وجود موضوعات كثيرة في المؤلفات الشيعية تتحدث عن حقوق المياه أثناء فترة الحرب ، مضيفاً : أن احد ابرز الاحداث التاريخية المتعلقة بالمياه أثناء الحرب ، كانت قد شهدته واقعة كربلاء . ذلك أننا نرى في واقعة كربلاء جبهتين متضادتين . فمن جهة نرى موقف الامام الحسين (ع) و اصحابه ، حيث أمر الامام الحسين (ع) اصحابه بتقديم الماء الى جنود يزيد بقيادة الحر بن يزيد الرياحي ، الذين كانوا  يعانون من الظمأ في طريقهم الى كربلاء ، بل و تم ارواء خيولهم ايضاً . بيد أننا نرى في الجبهة الأخرى ان جيش يزيد منع المياه عن معسكر سيد الشهداء (ع) عندما  سيطر عليها .

و أوضح آية الله الاراكي : هناك الكثير الذي يمكن قوله حول حقوق المياه  ، و لكن ما ينبغي الالتفات اليه هو اهمية العمل على انجاز البحوث و الدراسات التي تتناول الضمانات التنفيذية لحقوق المياه ، اضافة الى البحوث الخاصة بحقوق المياه .  
و مضى سماحته يقول : أن ما يدعو للاستغراب و الدهشة حقاً  هو أننا نرى معظم الجهات المعنية بحقوق الانسان تتخذ موقفاً معادياً لإيران ازاء موضوع وهمي غير حقيقي كالتهديد النووي الايراني ، في حين نرى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان تلتزم الصمت إزاء المجازر الوحشية التي ترتكب ضد الشعب اليمني المظلوم بنحو  لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلاً لها ، و تتجاهل تماماً الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان و امتهان القيم الانسانية. و لهذا لابد من التفكير بالضمانة الكفيلة  بترجمة هذه الحقوق ، اضافة الى الاهتمام بتدوينها .

مشاهدة التقرير المصور