كاتب و محقق أردني : تنظيم هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الإسلامية وتحقيق الأهداف المشتركة.

كاتب و محقق أردني :  تنظيم هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الإسلامية وتحقيق الأهداف المشتركة.

أكد كاتب و محقق أردني "رائد فوزي أحمود"بأن الوحدة الإسلامية تمثل الركيزة الأساسية لقوتنا وقدرتنا على مواجهة التحديات و أنه عبر التعاون والتضامن يمكننا تجاوز الخلافات والتنافسات الداخلية وتعزيز قيم العدل والسلام والتعايش بين الأمم.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "رائد فوزي أحمود" شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".

و أضاف بأن شعار هذا المؤتمر هو شعار يكتسب أهمية كبيرة مع تضارب الرؤى والمواقف للقيم التي يفترض أن توحدنا.

و بيّن "رائد فوزي أحمود"بأن الوحدة الإسلامية تمثل الركيزة الأساسية لقوتنا وقدرتنا على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم الذي تنشده خير أمة أخرجت للناس وعبر التعاون والتضامن يمكننا تجاوز الخلافات والتنافسات الداخلية وتعزيز قيم العدل والسلام والتعايش بين الأمم.

و قال: إن تنظيم هذا المؤتمر يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الإسلامية وتحقيق الأهداف المشتركة.

و أضاف المحقق الأردني: سأحاول في هذه الورقة تسليط الضوء على إتفاقيات التطبيع التي تم توقيعها بين بعض الأطراف العربية والكيان الإسرائيلي. نحاول أن نعرض المبررات التي إستندت إليها هذه الدول لإقامة هذه العلاقات وتأثيرها على الصراع العربي الإسرائيلي. إستندت إتفاقيات التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل إلى أن إقامة العلاقات السياسية والدبلوماسية والإقتصادية بين أطراف الإتفاق سيسهم بصورة كبيرة في إنهاء وحل القضايا المفصلية المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو على أقل التقدير تشجيع الطرفين على أهمية الإستفادة من العلاقات الناشئة وتطورها في إيجاد أرضية مناسبة لحل القضية الفلسطينية على أساس العدالة.

ولفت رائد فوزي أحمود بأن وجهة النظر هذه قامت عليها تبريرات الأطراف العربية التي أقامت علاقات التطبيع مع إسرائيل وهي إمارات والبحرين والمغرب والسودان وهذه سمحت لها بالخروج عن الإجماع إزاء الموقف من القضية الفلسطينية والعلاقات المستقبلية مع إسرائيل، أقصد الموقف التقليدي الذي كان قائما خلال العقود الثلاثة الماضية والذي هو يرتبط برفض التطبيع وإقامة العلاقات مع إسرائيل قبل الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية. وقد عكست كلمات المسؤولين العرب حول الإتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل مبرراتهم وهو الربط بين إقامة العلاقات مع إسرائيل وبين تهيئة الظروف نحو الحل السلمي والدائم والعادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

و أضاف بأن التشجيع الإسرائيلي يؤكد على إقامة العلاقات مع الدول العربية المذكوة آنفا على أهمية المصالح المشتركة بينهم وإهتمامات هذه الدول الخاصة في إقامة العلاقات مع تل آويو حيث حرص إسرائيل على رفض الربط بين إقامة العلاقات وبين حل القضية الفلسطينية وإتسمت المواقف الإسرائيلية التي شجعت إقامة هذه العلاقات التطبيعية على عدم إقامة الدولة الفلسطينية. هذه الإتفاقيات التطبيعية تخدم المنطق الإقتصادي والأمني بإعتبار وجود مجموعة تحديات ومخاوف مشتركة من قبيل الإدعاء بمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة والتي تقود محور المقاومة تجاه خصمها الأبرز أي إسرائيل ومنظومة الدول العربية التي تدور في فلك المصالح الأمريكية والغربية وهي المخاوف التي فشلت إسرائيل والولايات المتحدة في القضاء عليها.

و حول إيجاد حل للقضية الفلسطينية بيّن المحقق الأردني بأنه فقد أشارت مواقف الدول العربية إن هذه القضية تتضمن في جعبتها عدد آخر من التحديات التي لا تتشابه مع التحديات التي حالت طويلا دون الوصول إلى تفاهمات بين الدول العربية المطبعة وبين إسرائيل وتقول المواقف العربية إن هذا هو السبب في نجاح هذه الدول وإسرائيل فی تجاوزها بصورة كاملة إلى تطبيع سريع وشديد وإقامة العلاقات الحميمية بينهم وهي تبريرات لا تثبتها الإحصائيات والأرقام لأن بعد ثلاثة أعوام من توقيع إتفاقيات التطبيع تراجعت نسبة التأييد الشعبي للإتفاقياتفي هذه الدول بصورة واضحة.

و أضاف بأنه علاوة على ذلك تراجعت الزخم السياحي والإقتصادي في الدول العربية المطبعة الذي كان يجب أن يتحقق منذ إعلان تدشين العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدول وإسرائيل وهذا ما أشار إليه السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دانيال شابيرو الذي قال في جلسة إستماع أمام الكنغرس قبل أيام أن إتفاقيات التطبيع مع إسرائيل تواجه تحديات جديدة تتمثل في الدعم المنخفض نسبيا للتطبيع وتراجع شعبيته حتى في الإمارات والبحرين. كما أنه حذر المسؤولين من تداول الرواية التي تقول إن السعودية مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

و أضاف بأنه بالمقابل إتسمت العلاقات بين الطرفين الإسرائيلي والعربي بالتطور المهم والنوعي في الجانب الأمني أي أن العلاقات الإبراهيمية لا تبدي إهتماما كبيرا بشعوب المنطقة بقدر الإهتمام بالمستوى السياسي والحفاظ على العلاقات العسكرية وذلك بدلالة الإحصائات التي تشير على أن الجزء الأكبر  من التعاون الذي جرى إنحصر في الإطار الأمني وبخصوص ما شمل للتعاون الإقتصادي يمكن القول إن القسم الأكبر من المبيعات كانت حصيلة بيع التطبيقات الخاصة بالمراقبة والتجسس على الناشطين والإعلاميين والمواطنين في بلدان هذه الدول.

و صرّح بأنه لقد بلغت صادرات الكيان الإسرائيلي العسكرية في العام 2020 أعلى مستوى لها على الإطلاق لأنها وصلت إلى 12.5 مليار دولار وهي تشمل مبيعات إلى دول عربية وأظهرت البيانات وجود قفزة نوعية في الصادرات إلى الدول العربية التي وقعت إتفافيات التطبيع مع إسرائيل وكان جل المبيعات إرتبط ببيع التطبيقات وأجهزة المراقبة.
و أضاف بأنه حول تعزيز هذا التعاون الثنائي بين الدول العربية المطبعة وإسرائيل أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية بنتاغون رسميا في يناير 2020 توسيع مساحة عمل القيادة العسكرية في الشرق الأوسط لتشمل إسرائيل وربط بيان بنتاغون بين إتفاقيات التطبيع وبين نقل إسرائيل إلى منطقة الشرق الأوسط حيث أشار إلى أن تراجع التوترات بين إسرائيل وجيرانه وتطبيق الإتفاقيات بينهم وفر فرصة إستراتيجية للولايات المتحدة بشأن الجهود مع الشركاء الأساسيين ضد التهديدات المشتركة في الشرق الأوسط. تشير مصادر مختلفة إلى قرار وشيك من جانب بنتاغون لتنظيم المناورات العسكرية بمشاركة المغرب وأن الأخيرة تشارك منذ ثلاثة أعوام في أغلب المناورات العسكرية والتدريبية التي تنظمها القيادة الأمريكية بصورة دورية.

وأضاف بأن النائب في مجلس الشيوخ الأمريكي السناتور مارك هيلي عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس قد إقترح بضم المغرب إلى القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط بهدف تعزيز التصدي لما وصفه هو بالتهديد الإيراني في المنطقة في ظل إنشغالها في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

و أكمل المحقق الأردني قائلا بأن إتفاقيات التطبيع مع إسرائيل لم تكن سوى إتفاقيات أمنية لم تكن أبدا معنية في تطوير وإزدهار المنطقة التي تعاني منذ ما يقارب أربعة عقود من إستنزاف مستمر على مختلف الأصعدة لتأتي إسرائيل وسط هذا الإستنزاف لتزيد من إبتزاز دول المنطقة وليضيف إلى مكاسبها الإقتصادية والأمنية وفوق ذلك مكاسبها السياسية. إتفاقيات التطبيع مع إسرائيل لها عدد كبير من المحاور والأبعاد التي تستحق البحث من جانب المتابعين والخبراء ونحن نكتفي هنا بما تم عرضه لأن ليس لدينا متسعا من الوقت.

و قال: في الختام أشكر من جديد القائمين على إقامة هذا المؤتمر وأنا ممتن لكم جميعا بسبب الجهود التي بذلتموها لنجتمع هنا وأسأل الله لكم مزيدا من التوفيق والنجاح في تعزيز الوحدة الإسلامية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.