ابتسام وجيه الدين
فلسطين محور الوحدة الإسلامية ومكانة القدس في الاديان
ابتسام وجيه الدين
أراد الإمام الخميني العمل على توحيد كلمة الأمة الإسلامية والتقارب بين المسلمين وجمع شملهم ولم ّ كلمتهم عبر التضامن مع القضية الفلسطينية واخوتنا في فلسطين المعتدى عليهم منذ اكثر من سبعون عاما، سبعين عام يستغيثون، فلسطين المنسية من قبل الحكام العرب من كانوا عقودا وقرونا جل اهتمامهم هي عروشهم وكراسي حكمهم التي لا محال إلى زوال، كرسوا جهودهم لإرضاء اسيادهم!
في الوقت الذي كان للإمام الخميني (قدس سره) بصمات وتضحيات من خلال تأسيس يوم للتضامن مع القضية الفلسطينية في آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام وتسميتها ب(يوم القدس العالمي)، يتوحد فيها المسلمون من جميع الاصقاع نهضة فكرية توعوية لدى الشعوب العربية والإسلامية للدفاع عن المقدسات من دنس اليهود اللذين لا عهد ولاميثاق لهم والتذكير دوماً لما ورد في القرآن الكريم من عدم مداهنة اليهود والركون إليهم ففي سورة البقرة الآية ١٢٠ قوله تعالى "بسم الله الرحمن الرحیم وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"صدق الله العلي العظيم.
وقوله تعالى في سورة المائدة " بسم الله الرحمن الرحیم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)صدق الله العلي العظيم.
ومن هذا المنطلق حث الإمام الخميني قدس على مناهضة الظلم ومقارعة الظالمين وعدم الوثوق بدول من أركانها الأساسية السلام مع الكيان الصهيوني، فلا سلام مع الصهاينة ولا سلام مع الاستسلام ولا سلام الا بالسلاح، فإن كنت تبحث عن العزة والكرامة لبلدك ولفلسطين وللامة فكن قويا بسلاحك فتجريد الأمة من سلاحها هو تجريدها من امنها وأمانها، إذا امتلكت الشعوب السلاح أصبحت قوية في جميع الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية، السلاح هو بوصلة الاستقرار؛ لذلك القدس تحتاج إلى رجال وسلاح وكمثال فلننظر للجمهورية الإسلامية الإيرانية المناهضة للشيطان الأكبر والداعمة للمقاولات الإسلامية أياً كان توجههاالسياسي والمذهبي المهم انها تناهض المشروع الصهيوامريكي في المنطقة كالعراق وسوريا واليمن ولبنان، هذه هي دول المحور ومحور قضيتهم هي فلسطين وكذلك للقدس مكانتها الدينية في جميع الاديان السماوية وفي قلوب المؤمنين فهى مسرى النبي الأمين صل الله عليه وآله وأرض الأنبياء والمرسلين عليهم السلام.
اليمن تستطيع أن تعيش وتحيا برغدٍ وهناء وكذلك إيران وباقي دول المحور باستطاعتهم تأمين أنفسهم وغض الطرف عما يحدث في الدول العربية والإسلامية وخصوصاً فلسطين من عدوان غاشم، واظطهاد وقمع، لكن نكون هنا قد فرطنا في كتاب الله تعالى وماجاء في قوله تعالى "كتب عليكم الجهاد" وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك على أصابعه) وقال عليه وآله الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى به سائر الجسد بالسهر والحمى)، فمابال المسلمين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه ادو فريضة الصيام ونسو وتناسو وتجاهلو فريضة الجهاد!!؟ فلايمكن العيش بسعادة ورخاء وأخ لك في الدين او نظير لك في الخلق يشن عليه عدوان غاشم ويعاني من حروب وانتهاكات وهتك للمال والأرض والعرض دون أن تنبس ببنت شفة فالانسانية ليست مقيدة لا بدين ولا مذهب وكما قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام (الناس صنفان إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)......
و عندما تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي في اليمن وقال كلمته امام الله وأمام الناس وسقط شهيدا ومضحيا وتبرأ من أعداء الله وناهض المشروع الأمريكي في اليمن ولم يفعل ذلك وحده رغم انه كان عضو في مجلس النواب وله منصبه ومكانته الاجتماعية في الدولة بل أراد صحوة للشعب اليمني اجمع بل وامتدت أفكاره لتصل إلى باقي الدول المجاورة وشعوب المنطقة أراد الخير للجميع وقال مقولته الشهيرة (اصرخو وستجدون من سيصرخ معكم) الصرخة في وجه المسكتبرين التبري من أعداء الله ورسوله والمسلمين البراءه مهمة في الدين الإسلامي وعدم مداهنة الكفار على حساب الدين ومصالح الأمة.
لقد حثنا على التبري من الأعداء في كل محفل وكانت له الكلمة الفصل بعيد عن الترزق والارتزاق بإسم الشعب الفلسطيني والمتاجرة بمعاناتهم عبر جمع التبرعات والاموال التي لاتصلهم اصلا وان وصلت لا تغني ولاتسمن من جوع.
المجاهد الفلسطيني يحتاج للسلاح يحتاج للرجال كي يستطيع الدفاع عن أرضه وعرضه، ماذا يفعلون بالمال وهم محاصرون لايمتلكون سوى الحجارة!؟
فلنجعل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أسوة لنا فبسبب امتلاك سلاح واقتصاد جعل لها هيبتها وثقلها بالمنطقة وتتحكم بمضيق هرمز والذي يعتبر باب المندب أكثر أهمية منه،
وكذلك الجمهورية اليمنية لولا سلاحها لما استطاعت الصمود بوجه العدوان ثمان سنوات ولما حتى تم التفاوض معهم كرجال دولة لها سيادتها، لذلك كان للمسيرة القرآنية تأثير بالغ في قلوب المؤمنين وصحوة ونهضة في قلوب الاحرار وعدم الخنوع طاعة لقول الله تعالى في سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217).
اذا نظرنا وتمعنا في قوله تعالى إن استطاعو ولنضع تحتها خطين انه طالما وكنا لهم بالمرصاد ومستعدين لهم إعلاميا وعسكريا وسياسيا وثقافيا توعويا ضد استهدافاتهم العسكرية والاقتصادية لنا واستهدافهم لنا عبر الحرب الناعمة وإدخال ثقافات غريبة لاتمت للمجتمع اليمني ولا للإسلام بصلة، فلدينا من الجبهات مايكفي للتصدي لمثل هكذا حروب كالجبهة الاعلامية إلى جانب الجبهة العسكرية... الخ ماجعل لمحور المقاومة بهذه القوة وارهب العدو واخضعهم ومايزالون يعتدون على المسجد الأقصى بالأخص في شهر رمضان وليالي القدر وفي صلاة الفجر وليست هي المرة الأولى مع التعتيم الاعلامي وعدم ابراز جرائم الصهاينة كما حدث مع أوكرانيا.
وختاماً نحن مدينون للإمام الخميني (قدس) والشهيدالسيد حسين بدر الدين الحوثي لما نحن الآن فيه من صحوة ونهضة فكرية وعودتنا للقرآن الكريم ونهج رسول الله صلى الله عليه وآله والاسلام المحمدي الأصيل الذي كان قد حل مكانه الإسلام الأموي الدخيل.