الشيخ "شهرياري" لـ "إكنا"؛
طوفان الأقصى فعَّل القدرات التقريبية لدى العالم الإسلامي
أشار الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى دور طوفان الأقصى في تطور مسيرة التقريب بين الدول الإسلامية قائلا: "إن عملية طوفان الأقصى حالت دون تقدّم المشاريع الصهيونية التي كانت تستهدف ضرب الوحدة الإسلامية."
وفيما يخص تأثير تطورات العام الماضي في إبراز ومضاعفة أهمية الوحدة الإسلامية قال: "بعد الحرب العالمية الثانية، حصل هناك انقسام حكومي في العالم الإسلامي، وتم تفتيت الإمبراطوريات الثلاث شبه القارة الهندية والعثمانية والإيرانية على يد الاستعمار وفي الحقيقة قام الاستعمار بتفاقم النزاعات الحدودية من خلال تقليص مساحة الحكومات وخلق الانقسامات بين الأمم ورسم الحدود بحيث تتواجد الأعراق على جانبي الحدود، ولا تزال هذه القدرة الهائلة من الخلافات بين دول المنطقة موجودة."
وأضاف: "من خلال الاتحاد بين مجالات الحضارة الثلاثة المذكورة أعلاه، يمكن التوصل إلى سيادة عالمية بالفكر الإسلامي، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الوحدة. إن الخلافات بعد الحرب العالمية الثانية، التي زرعها الاستعمار في المنطقة، لم تؤدي إلا لتأجيج الصراع والانقسام."
وفي معرض رده على سؤال حول مدى تأثير عملية طوفان الأقصى على تعزيز الوحدة بين المسلمين، قال: "لقد منح الاستكبار السيطرة في المنطقة إلى عصابة إجرامية من أجل إثارة الانقسامات العرقية من خلال خلق الرعب والحرب."
وأردف الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، مبينا: "هذا ما حدث في العام الماضي، لكنهم لم يدركوا أن هذه القضية نفسها ربما تؤدي إلى نوع من الوحدة بين بلاد المسلمين."
واستطرد قائلا: "إن القدرات التقريبية والعرقية في العالم الإسلامي أصبحت تتجه نحو التحالف، وأصبح هناك نوعا من التقارب بينهما على سبيل المثال، عندما هاجمت الكيان الصهيوني بلادنا، أدانت الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية هذا العدوان."
وحول دبلوماسية الوحدة، قال الشيخ حميد شهرياري: "يتم اتباع دبلوماسية الوحدة على ثلاث مستويات؛ الأول هو المستوى الشعبي، أي نقوم باستخدام قوة الإعلام والإنترنت والفضاء الافتراضي في رقعة الحضارة الإسلامية."
وأضاف: "المستوى الثاني يتعلق بالدبلوماسية العلمائية، بطبيعة الحال، في الماضي كانت لقاءات العلماء مع بعضهم البعض قليلة، وكان من النادر أن يتحدث عالم شيعي كبير مع عالم سني كبير، لأن المواصلات كانت صعبة وأدوات الاتصال لم تكن منتشرة، أما اليوم فقد تم سد هذه الفجوات وحلها، وهذا الأمر يعزز دور العلماء في مواصلة دبلوماسية الوحدة الإسلامية."
وأوضح: "المستوى الثالث يتعلق بالدبلوماسية نفسها؛ وبمجرد أنه تم نقل ملف تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب من على الطاولة إلى تحت الطاولة، هو فوز كبير."
وفي سياق رده على سؤال حول خطوات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية لتحويل موضوع التقريب من مشروع إلى خطاب اجتماعي عام؛ قال: "لا ينبغي لنا أن نعتبر التقريب والوحدة هدفًا تنظيميًا ونطلب من منظمة أن تفعل شيئًا كهذا بل إن الوحدة والتقارب والتعايش السلمي هي قضايا ومفاهيم اجتماعية واسعة جدًا ويجب على كل عضو حقيقي وقانوني في الأمة أن يتكاتف لخلق هذا التقارب."
ولدى تقييمه لأداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية قال: "إن العالم الإسلامي حالياً ينقسم إلى أجزاء ولدى كل جزء منه أفكار مختلفة؛ هناك جزء يكفر الشيعة كما أن هناك جزء يؤمن بأنه لا فرق مع الشيعة، لكن الذي حدث بعد عملية طوفان الأقصى هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهرت أن العالم الإسلامي يجب أن يكون له قوة حتى يواجه العدو المشترك؛ عدو لن يكتفي بفلسطين فقط وسيذهب أبعد وبعد غزة سيذهب إلى لبنان والعراق وسوريا."
وأردف: "إن الاقتدار الذي تتمتع به الجمهورية الإسلامية الإيرانية يؤدي إلى تراجع الرؤية الانقسامية تجاه الشيعة وإيران الإسلامية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تراجع الأفكار التكفيرية وتهمشها، بل سينخفض مستوى المعارضين المسلحين في البلاد والعالم الإسلامي أجمع."
واختتم بالقول: "الأمر الجيد الذي حدث في العام الماضي هو أن دعم جمهورية إيران الإسلامية لغزة كان استثنائيا، وأدرك الجميع أن الداعم العسكري الوحيد لشعب غزة، الذي هو في منتصف الحرب، هي إيران، وهذا هو وهو أمر يعترف به الأصدقاء والأعداء على السواء، وتحوّل إلى خطابًا شعبيًا ورأي عام في الدول الإسلامية.
وأكدّ: "إن الدولة الوحيدة التي تقدم مساعدات عسكرية لغزة هي إيران الشيعية، وبرأيي إن دعم إيران لشعب غزة قد أفشل نظرية محاولة إيران جعل العالم الإسلامي شيعياً."