عضو مجلس خبراء القيادة في إيران : المسلمون لن يقعوا في فخ الانقسام والتفرقة ابدا

عضو مجلس خبراء القيادة في إيران : المسلمون لن يقعوا في فخ الانقسام والتفرقة ابدا

قال عضو مجلس خبراء القيادة في إيران "آیة الله سید محمد حسیني شاهرودي" : نحن نعتقد أن المسلمين لن يقعوا أبدا في فخ الانقسام والتفرقة إن شاء الله، وأن وحدة المسلمين ستجعل مستقبل العالم متاحا للإسلام والمسلمين.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "آیة الله سید محمد حسیني شاهرودي" الشكر للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه، في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه". 

و فی ما يلي نص المقال :

بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدالله رب العالمین و صلی الله علی سیدنا محمد و آله الطاهرین 
نتقدم لكم بالتهنئة والتبريك بذكرى ميلاد النبي الأعظم وأسبوع الوحدة ، أسبوع الوحدة فرصة لنا نحن المسلمين لنولي المزيد من الاهتمام لأنفسنا وللأخوة والمودة التي يجب أن توجد بيننا وللحياة المسالمة التي يجب أن نحياها و أن نسلط الضوء على حالة التقارب والتآزر التي يمكن أن نتحلى بها.
ومن الأمور التي يجب الاهتمام بها دائما نهج الترويج لنموذج الأخوة الإسلامية ، فنحن نعلم أن الله تعالى قد دعانا نحن المسلمين الى الإخوة واعتبرنا من نفس الأسرة، «انما المومنون اخوة» يعني المؤمنين هم اخوة لبعضهم البعض، «فاصلحوا بین اخویکم» فالأصل أن يعيش هؤلاء الإخوة مع بعضهم البعض في سلام وصداقة ومحبة ، لذلك اعتبر الله هذه الأخوة الإسلامية نعمة عظيمة على المسلمين، «واعتصموا بحبل الله جمیعاً و لا تفرقوا و اذکروا نعمت الله علیکم اذ کنتم اعداد فالف بین قلوبکم فاصبحتم بنعمته اخوانا»
يقول الله تعالى: إنها نعمة ربانية التي جعلتكم إخوة ، وقربت قلوبكم ، لذا يجب أن نحاول أيضا في هذه الأيام المباركة التي فيها ميلاد الرسول الأعظم والنبي الأكرم والذي هو بذاته محورا لوحدة الأمة الإسلامية ، لأننا كلنا نؤمن به وكلنا نكرمه ونعتز به. فنحن جميعا أتباع هذا النبي الكريم ، وقد جاء الرسول ليحقق الأخوة بشكلها العملي، وعقد عقد الاخوة بين المهاجرين والأنصار، واعتبر كل واحد فيهم أخا للآخر، وبعدها رأينا كم من الاحداث الجيدة التي حصلت نتيجة هذه الأخوة حتى في الأمور المالية ، والقضايا الأخرى ، وقضايا الأسرة ، كانوا يساعدون بعضهم البعض وكانوا قادرين على حل المشاكل التي تواجههم برابطة الأخوة التي تجمعهم.
لذلك ، ولكي يظل هذا الحال مستمرا، يجب أن نوليه مزيدا من الاهتمام ، ونعمل على تعزيز هذا المبدأ الأساسي بين المسلمين ، وأن ننتبه إليه ونعمل على تحقيقه وذلك من خلال:
أولا ، دعونا نقبل أن الأخوة الإسلامية ، هي الأخوة ، والتعايش ، وما إلى ذلك ، حتى لو كان لدينا اختلاف في الرأي ووجهات النظر، فهذا ليس منافيا لأصل الأخوة. يجب أن نقبل باختلاف وجهات النظر، ليس من الممكن لجميع الناس أن يكون لديهم رأي واحد فقط ، وليس من الممكن لجميع الناس أن يفهموا مشكلة ما بنفس الطريقة ، ولكن نعم ، يمكننا أن نتناقش مع بعضنا البعض ونختار المسار الأفضل للحوار والنقاش في المسائل التي لدينا.
هذا الاستدلال، الذي ينص على البحث في المواضيع والمسائل المختلفة، سواء كانت مسائل دينية أو أخلاقية أو أحكاما وقضايا فقهية، فهذا يعد أمرا جيد، وهذا يمكن أن يجعل خطابنا العلمي وتبادلنا للآراء أقرب إلى بعضنا البعض. إذا التزمنا بمبادئه الأخلاقية، ووضعنا التعصب جانبا، عندها يجب أن نحاول إيجاد التقريب ، ما الذي يعنيه التقريب ، أي أن وجهات نظرنا يجب أن تقترب من بعضها البعض ، وفي جو هادئ.
مسألة أخرى هي أنه يجب علينا أن نؤكد دائما على الوحدة والتقريب ، وأن نستذكر دوما مدى التقدم الذي استطاع المسلمون إحرازه عندما توحدوا وما هي الأشياء الجيدة التي حدثت، وعندما ساد الانقسام على المسلمين ، والذي كان بالأساس من عمل أعداء الإسلام ، وهذا أفضل ما عرفوه أنهم باستطاعتهم السيطرة على المسلمين بهذه الطريقة ، فكم هي حجم الخسائر والأضرار التي تكبدناها نتيجة ذلك، خلال العصور المختلفة ، لذلك يجب التحقيق في هذا الأمر، والانتباه إليه،يقول القران الكريم كذلك في هذا الأمر: «ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ریحکم» والقرآن يقول: عندما يكون بينكم خلافات ويصبح النزاع هو السائد بينكم ، تضيع مكانتك وكرامتك وعزتكم وعظمتكم ، وعندما كنتم متحدين ، كان لديكم القوة وكنتم متآزرين مع بعضكم، وكنتم قادرين على التقدم والتطور.
نقطة أخرى هي أنه في بعض الأحيان لا يكون لدينا فهم جيد للوحدة أو ليس لدينا فهم صحيح لها، نعتقد أنه إذا قلنا الوحدة ، فهذا يعني أنه يجب على الجميع قبول مذهب واحد فقط ، وقبول رأي واحد فقط، وليس هذا المقصود بالوحدة ، يجب أن نحاول من خلال التقريب بين الآراء أن نكون قريبين من بعضنا البعض من الناحية الذهنية والاعتقادية، ومن الناحية الايمانية ، لكن فيما يخص الوحدة ، يجب ان تكون الوحدة عملية ، بحيث أنه في شكلها الخارجي يجب أن نكون متحدين ولدينا تعامل وتعاون فيما بيننا، بحيث نستطيع ان مشاكلنا.
لذلك لا بد من رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع ، فعادة ما نفعله ويحدث بين  شيوخنا ومفكرينا ، من مناقشات وأبحاث، بهدف التقريب بين المذاهب، يبقى محصورا في هذه الدائرة فقط، ولكن في مجتمعاتنا سواء المجتمعات الشيعية أو السنية ، لا يتم بذل أي جهد لترسيخ عقيدة التقريب بين افراد الأمة، أو أن يتم تعزيز اعتقادهم بأنه يجب أن يكون لديهم وحدة، فالوحدة يمكنها أن تحل العديد من مشاكلهم.الآن ، كل دولة من الدول الإسلامية لديها قدرة خاصة، على أنه إذا تم استخدامها معا ، فيمكن حل جميع مشاكلها ، وذلك بناء على معتقداتهم ، وايمانهم ، وهذه الارضية المتوفرة في هذه البلدان الاسلامية من الناحية الاقتصادية، ومن الناحية السياسية، تجعل منها قوة كبرى تكفي للقضاء على أعدائهم والسيطرة عليهم، وهذا ما جعل اعداء الاسلام يعملون على ترسيخ حالة الانقسام بين المسلمين،  ولكن علينا أن نعلم شيئا مهما للغاية هو أنه لدينا قواسم مشتركة أكثر بكثير من هذه الأشياء والمسائل التي نختلف فيها، ربما لدينا أكثر من خمسة وتسعين في المئة من القواسم المشتركة التي تركناها وأهملناها ، وعمدنا الى التركيز على النسبة القليلة أو العدد القليل الذي لكل منا لديه رأيه الخاص فيه.
يجب أن يكون اهتمامنا على القواسم المشتركة ، والنقطة الأكثر جوهرية هي أن الإسلام والمسلمين لهم أعداء مشتركون «ولن ترضی عنک الیهود و لا النصاری حتی تتبع ملتهم» ويقول القرآن الكريم: إن اليهود والنصارى الذين لا يرضون عنك، لن يرضوا عنك ولن يتراجعوا، حتى تتبعهم، أي أنه يجب عليك التخلي كليا عن دينك واعتقادك واستقلالك ، وهناك أسباب أخرى أيضا «و لا یزالون یقاتلونکم حتی یردوکم عن دینکم ان استطاعوا» إنهم دائما ما يسعون الى قتالكم ومحاربتكم، وهم دائما في حالة حرب معكم حتى يبتعدوكم عن دينكم.
هذا ما يقوله القرآن ، لذلك فإن الأعداء المشتركين، الذين تم تلخيصهم في هذا الوقت الحالي هي الصهيونية العالمية وإسرائيل ، ومركزها هي الصهيونية ، لذا يجب أن نعرف الآن من هو العدو المشترك للعالم الإسلامي ، هي إسرائيل و الشيطان الأكبر الذي ينصره ، ومن خلفهم البريطانيين الماكرين وهذه الدول الغربية التي تدعمهم
لماذا يجب أن يكون لدينا خلافات مع بعضنا البعض ، إذا كنا معا ولدينا وحدة اتحاد، عندها بطبيعة الحال، لا يمكن لإسرائيل والصهيونية أن يحكومونا أو أن يحكموا بلدا إسلاميا ، لذلك يجب أن ننتبه لعدونا المشترك. وعليه فإن العمل الثقافي شديد الأهمية عندما يكون هذا العمل الثقافي مهم وفعال ، لذلك يجب أن نستثمر جميعا هذه المؤتمرات التي تجمعنا ، وهذه الاجتماعات التي نعقدها معا ، وأن نجلس سويا ونتناقش ونبحث، حتى نصل من خلالها الى نتائج مهمة جدا وفعالة بالنسبة لنا.
 فتاوى مراجعنا ، وفتوى قائد الثورة الاسلامية ، كم كان لها دور في حل المشكلات التي تمثلت بإهانة اهل السنة ، وإهانة زوجات الرسول ، ونصت هذه الفتاوى بشكل صريح على حرمانية هذه الافعال.
لذلك ، فإن الاشخاص الذين يعتقدون بهؤلاء المراجع ويقلدونهم ، وإن كان هذا حكما دستوريا ، فعليهم اتباعه، لذلك في ايران فإن الجميع يمتثل الى هذه الفتوة الشرعية، وهذا النوع من الفتاوى ينبغي أن يكون بين علماء الإسلام لينتشر بين الناس الذين هم أيضا يتبعون علمائهم، ويجب أيضا تقريب سياسات الدول الإسلامية من بعضها البعض ، والتي ، والحمد لله ، تحقق هذا النجاح إلى حد ما ، فهم يجدون تدريجيا سياسات مشتركة ، على صعيد سياساتهم الاقتصادية ، وسياساتهم العسكرية. والسياسات الأمنية ، والسياسات الأخرى ، التي لديهم فيها نقاشات وابحاث مختلفة ، وإذا كانت سياسات الدول الإسلامية أقرب إلى بعضها البعض ، فسيتبعها الناس ويمكن أن تكون فعالة للغاية.
لذلك يجب أن ندرك أسباب الخلافات ونقضي عليها ، وننتبه إلى أسباب الوحدة ، ونبذل قصارى جهدنا للمستقبل الذي وعد به الإسلام " هو الذی ارسل رسوله بالهدی و دین الحق لیظهره علی الدین کله» ويجب أن نعمل حتى يحكم الإسلام العالم، وتتحق الوحدة بين جميع المسلمين معا، ونحن نعتقد أن المسلمين لن يقعوا أبدا في فخ الانقسام والتفرقة إن شاء الله، وأن وحدة المسلمين ستجعل مستقبل العالم متاحا للإسلام والمسلمين.
والسلام و علیکم و رحمة الله و برکاته