عضو مؤسسة البلاغ الثقافية في الكويت : القيم من اهم عناصر الثقافة الإجتماعية

عضو مؤسسة البلاغ الثقافية في الكويت : القيم من اهم عناصر الثقافة الإجتماعية

قال عضو مؤسسة البلاغ الثقافية في الكويت "الحاج عمار كاظم عبد الحسين محمد" : تُعرف القيم على أنها مجموعة من السلوكيات والمبادئ والأخلاقيات التي تربى عليها الإنسان والتي يمارسها في حياته اليومية وهي أهم عنصر من عناصر الثقافة الإجتماعية، ومن خلالها يستطيع الفرد التعبير عن نفسه؛ مبينا ان هناك ضوابط ومبادئ لسلوكيات الأفراد يتصرفون وفقها ويضبطون تصرفاتهم وأفعالهم على أساسها.


وفي كلمة له خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، المقام من 28 سبتمبر الى 3 اكتوبر 2023 م برعاية المجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه في ايران، اضاف الناشط الكويتي : إن العمل من أجل وحدة الأمة الإسلامية وتعزيز تماسكها وتلاحمها هو من أهم الفرائض والواجبات وخصوصا في هذا الزمن العصيب الذي تراجع فيه مكانة الأمة على المستوى العالمي؛ مبينا "إذا كانت الوحدة مطلوبة على كل الأصعدة والمستويات، فإنها أكثر إلحاحا وضرورة على الصعيد الديني ذلك أن العامل الديني هو أعمق العوامل وأشدها تأثيرا على نفس الإنسان وسلوكه".
وتابع : القيم الدينية الصحيحة إذا ما تأخذ موقعها في نفوس أبناء المجتمع وأفكارهم تدفعهم إلى أعلى درجات التماسك والتلاحم وتصنع منهم أفضل واقع وحدوي وتمنحهم القدرة على تجاوز عوامل التجزية والنزاع وهذا ما حصل بالفعل عند إنبثاق نور الإسلام ودخول القبائل العربية إلى رحابه حيث نقلهم من حال التشرذم إلى آفاق الأخوة والتآلف كما في قوله تعالى: [وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا].
واوضح الحاج عمار : ان القرآن الكريم قد حذر من إستخدام الدين أداة للفرقة والنزاع بقوله تعالى:[ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ] ويقول تعالى في موقع آخر: [أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ]، إن تعدد الآراء والاجتهاد في إطار الدين هو أمر طبيعي لا مناص له من حدوثه وحصوله فالدين مجموعة من النصوص المنقولة يستخدم الفقهاء والعلماء عقولهم لفهمها وإدراكها ولأنهم بشر يتفاوتون في مستوياتهم العلمية ومداركهم الفكرية ويتنوعون في بيئاتهم وتجاربهم فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك التفاوت والتنوع على تفسيراتهم للنص الديني.
وقال عضو مؤسسة البلاغ الثقافية في الكويت : إن تعدد المذاهب الفقهية والمدارس الفكرية أمر مشروع وقديم الوجود في تاريخ المسلمين وهو لا يبرر النزاع والخلاف ولا ينبغي أن يؤثر في علاقات الأخوة والمواطنة بين أبناء الأمة. يحتاج الإنسان إلى أخيه الإنسان في بعدين، البعد الأول هو البعد المادي للتعاون في تسيير أمور المعيشة والحياة حيث إن الإنسان لا يستطيع بمفرده أن يهيئ كل أمور حياته لابد له من التعاطي مع الآخرين من أبناء جنسه فهو يحتاج إليهم وهم يحتاجون إليه.
واستطرد : إن النزاع والخصام مفسد للقلوب مهلك للشعوب مدمر للحياة ومخرب للعمران مبدد للثروات والأموال مفقر للمجتمعات وقد نهى الله سبحانه وتعالى عنه في محكم كتابه، وقال في محكم كتابه [وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم]. فلا تقوم للمجتمع قائمة ولا يكون له ذكر ولا قيمة إذا كان أهله في نزاع وخصام ولو تمعننا فيما يحدث حولنا لوجدنا أثر ذلك واضحا؛ فكم من مجتمعات هلكت ودمرت وإندثر إسمها بسبب النزاع والخصام بين أفرادها بعد ما كانت تعيش في رخاء وحناء وسعادة؟!. لقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للناس في حجة الوداع : "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض". ولو تمسكنا بعرى الإسلام وثوابته لأنقذنا أنفسنا من شر النزاع والخصام لأن ديننا الإسلامي لا يقبل منا إلا كل محبة وود وتآلف وتراحم.
وختم الحاج عمار : ان رسول الله صلى الله عليه وآله، قال في الحديث المشهور والمعروف: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". كل هذه التوجيهات الحكيمة والتحذيرات النبوية الكريمة تبين بما لا يدع مجالا للشك، أن النزاع والخصام سم قاتل ينخر في المجتمعات ويعبث بأمنها ويصادر حريتها ويقتل هممها ونشاطها فلا ينبغي للمسلم أن يترك شيئا ولو بسيطا يؤدي للنزاع بينه وبين أخيه أو صاحبه أو قريبه أو صديقه.