خطيب جمعة مدينة بندرعباس الايرانية: العلاقة الجيدة والاحترام المتبادل بين المذاهب الإسلامية و الأديان المختلفة ضرورةٌ تتطلب الاهتمام

خطيب جمعة مدينة بندرعباس الايرانية: العلاقة الجيدة والاحترام المتبادل بين المذاهب الإسلامية و الأديان المختلفة ضرورةٌ تتطلب الاهتمام

قال خطيب جمعة مدينة بندرعباس الايرانية "الشيخ يوسف جمالي" إنّ العلاقة الجيدة والاحترام المتبادل بين المذاهب الإسلامية وحتى الأديان المختلفة ضرورةٌ تتطلب اليوم أكثر من أي وقتٍ آخر أن يوليها علماء العالم الإسلامي اهتمامهم. انظروا، ما أظهرته الأبحاث العلمية هو أن أحد المؤشرات الأساسية للشعور بالسعادة بالنسبة للناس هو العلاقة الجيدة والعلاقة السليمة مع الناس الآخرين، إذا يوطّد الناس علاقة آمنة وسليمة مع الآخرين، فإنهم سيصلون إلى الشعور بالسعادة، وهذه السعادة لا تختلف في أي طبقةٍ كانت، فكل إنسان من أي طبقة اجتماعية عندما يُنشأ علاقة جيدة مع الناس الآخرين، سوف يتولد لديه شعورٌ جيد.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه " الشيخ يوسف جمالي " شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".
 
واضاف خطيب جمعة مدينة بندرعباس الايرانية الأمر الهام في هذا الموضوع والمفضي إلى ضمانة استمرارية هذه العلاقة، هو الاحترام. أحياناً نميّز بين الاحترام والثقة ولا نهتم بهما، لكن الأمر الهام والذي يُبقي على العلاقة دافئةً ويؤدي إلى استمرارها هو أن نتمكن من احترام بعضنا البعض، ليس بالضرورة أن يكون الاحترام بمعنى الثقة، وليس من الواجب أن تثق بشخصٍ حتى تحترمه، رغم أن ذلك الشخص يكون تفكيره مختلفٌ عن تفكيرك تماماً. لكن من واجبنا أن نحفظ احترامنا للأفراد طالما لا يقومون بتجريحٍ للعقائد والأفكار ولا يعادون الناس.
 وقال ايضا ان الله تبارك وتعالى يوصينا نحن الناس بهذا سواءً كنا فاعلين أو منفعلين، ففي حالة الفعل يقول الله عزّ وجلّ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم» أما في حالة رد الفعل فيقول: «وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إنّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا» إذاً هذه حالة رد فعل، فقط عندما تكون هناك إساءة وعدم احترام تجاه الحضرة الإلهية، ننهض من مكاننا، لكن الله لم يجيز لنا أن نقوم بالإهانة والشتم وغير ذلك، لذلك سواءً من أجل تهيئة أحوال جيدة لنا أو سواءً من أجل الوصول إلى الحضارة الإسلامية الحديثة أو لنصل في المحصلة إلى مجتمع متحضر، فإنّ احترام الآخرين هو أحد أهم مكوّنات هذه العلاقة وهذا المجتمع الحسن الذي يجب علينا أن نحفظه.
وبين الشيخ يوسف جمالي انه وللأسف مع إدراك هذا الموضوع أننا مختلفون في القضايا، في القومية، في اللغة وفي الأعراق، في المذهب وفي الفكر وأن الاختلاف هو أحد سنن الحياة، سنن الله تبارك وتعالى في هذه الدنيا، لكن رغم هذا الإدراك نرى ثانيةً أن الناس لا يتحملون بعضهم البعض ويسعون في مناسباتٍ مختلفة إلى حذف بعضهم البعض بحججٍ صغيرةٍ وكبيرة ويسعى الناس إلى ذلك خاصةً عندما تكون لهم السلطة والقوة وهذا يُعتبر من منظار الشريعة فكراً سلبياً وخاطئاً جداً .
في الختام قال خطيب جمعة مدينة بندرعباس الايرانية "الشيخ يوسف جمالي"ما نراه في القرآن والسنة وسيرة رسول الله (ص) ليس إلا هذا، فكله دعوةٌ إلى احترام الطرف المقابل. حتى أن الله تبارك وتعالى يقول في موضوع حرية الأديان: «لكم دينكم ولي دين» أو يقول لدى الدعوة: «وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين» ولا يقوم بالتجريح ولا يرفض تفكير الغير بصورة مطلقة ولا يُخطّئ الطرف المقابل ولا يُجيز إهانته، حتى أن الله تبارك وتعالى يأتي ويحاور الشيطان وحتى أكثر من هذا، يجعل الفرصة في متناوله، فيعطيه المجال أيضاً ضمن الحوار ليطبّق تلك القضايا التي يُطلق لها العناوين.
 ليس لنا عملٌ إلا الاحترام الطيب الذي نقابل به الآخرين حيث يقول رسول الله (ص): «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاٌ» ونحن من واجبنا ترسيخ المحبة والاحترام ونثر بذور المحبة في الأرض كما يقول المولوي رحمه الله: في هذه الأرض وهذه المزرعة الطاهرة لا يجب أن نزرع إلا بذور المحبة والعشق.