جمعة - عالم دين عماني : الإلتفات إلى القيم الإسلامية في هذه المرحلة الصعبة ضرورة ملحة

جمعة - عالم دين عماني : الإلتفات إلى القيم الإسلامية في هذه المرحلة الصعبة ضرورة ملحة

أكد رجل الدين في سلطنة عمان "الشيخ بدر بن سالم بن حمدان العبري" أنه لا شك أن الإلتفات إلى القيم الإسلامية في هذه المرحلة التي تعيشها الإنسانية عموما والتي تعيشها هذه الأمة هي في الحقيقة ضرورة ملحة لأن الإنطلاقة من القيم يأتي شيئا من الإنشراحة ومن توسعة الرؤى وكذلك ومن توسعة التقريب بين هذه المذاهب الإسلامية .


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "الشيخ بدرالعبري" شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".

و أضاف أنه لا شك أن الإلتفات إلى القيم الإسلامية في هذه المرحلة التي تعيشها الإنسانية عموما والتي تعيشها هذه الأمة هي في الحقيقة ضرورة ملحة لأن الإنطلاقة من القيم يأتي شيئا من الإنشراحة ومن توسعة الرؤى وكذلك ومن توسعة التقريب بين هذه المذاهب الإسلامية عكس الإنطلاق من الخصوصيات المذهبية وهي وإن كانت قليلة إلا أنه للأسف البعض بتعصبه لها وإنغلاقه حولها لا يرى الآخر إلا من خلال هذه الخصوصيات الضيقة ولهذا كانت هناك قيم في الحقيقة مرتبطة بماهية الإنسانية أي هي مشتركة في المجتمع الإنساني كالمساواة وكالعدل وكحق التعليم وكذلك رفع الظلم وما شابه ذلك من القيم المرتبطة بالمجموع الإنساني والتي جاءت في الحقيقة الأديان لتصديقها من جهة ووضعت أيضا العديد من المصاديق حولها لأجل بناء هذه الأرض ولأجل إحيائها وعدم الإفساد فيها ولأجل المساواة بين البشر جميعا.

و أوضح : قد تقرأ هذه القيم من خلال خصوصيات هذه الأديان أو من خلال هذه الأديان ومنها بلا شك من خلال الدين الإسلامي الذي ساهم بشكل كبير في عمارة هذه الأرض وفي إنعاش الحضارة الإسلامية وإصلاحها والرقي بها وطبعا بما أن المدارس الإسلامية تكونت من منبع واحد وهو كتاب الله سبحانه وتعالى ومن خلال تطبيقات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإجتهادات العلماء والفقهاء لهذا نجد هذه التعددية بين المدارس الإسلامية أو بين المذاهب الإسلامية وهي حالة طبيعية على طيلة التاريخ الإسلامي وهذا الإختلاف في حقيقة الأمر هو إختلاف طبيعي ولهذا ينبغي أن تكون هذه الأمة حاضرة في هذا المجتمع الإنساني وفي هذا الوجود الإنساني.

و أكمل قائلا: وينبغي أن نعيد القراءة الإنسانية للعديد من تراثنا ومن أفكارنا وكذلك ينبغي أن تساهم هذه الأمة كما ستكون بعون الله تعالى في الحضارة الإنسانية وهي أمة عظيمة جدا سواء كان ذلك من حيث التعليم ومن حيث بناء الإنسان ومن حيث تحقق العدل في المجتمع الإنساني ومن حيث كذلك رفع الظلم ومن حيث المساهمة في العلوم والتكنولوجيا والإختراع وما يتعلق اليوم على سبيل المثال ما يسمى بالذكاء الإصطناعي وغير ذلك فينبغي أن تساهم هذه الأمة ولن تتحقق ذلك إلا إذا إلتفتت هذه الأمة إلى هذه المصاديق المهمة التي تساهم في بناء المجتمع الإنساني وإلى هذه القيم الكبرى التي أيضا تدفع بعجلة المجتمع الإنساني ولكن إذا ظلت هذه الأمة تتناحر  في خصوصياتها وفي بعض القضايا التاريخية والعقدية والإختلافات الفقهية فإن هذه الأمة ستظل تعيش في ذلك التاريخ.

و صرح بأنه ينبغي هذه الأمة اليوم أن تركز بشكل كبير على تحقيق التقدم في المجالات المختلفة في العالم منها المعرفية والعلمية والتقنية لا ينبغي لهذه الأمة أن تظهر تلك الصورة التنازعية التي كانت في السابق بل ينبغي أن تظهر تلك الصورة التقدمية التي ينبغي أن تكون عليها اليوم وتساير الركب وتقدم أيضا رؤيتها فيما يتعلق بالإنسان والوجود وفيما يتعلق بالحضارة وفيما يتعلق أيضا بالثقافة وأن تسهم بذلك بالشكل الكبير.

و قال: لهذا أصبح دراسات القيم اليوم أو الإنطلاقة في دراسة المدارس الإسلامية من خلال القيم الكبرى التي تتحد مع الإنسانية عموما وأيضا توحد هذه الأمة وتحييها ثانيا خصوصا أصبحت في حقيقة الأمر ضرورة ملحة ومهمة جدا وهذا قد يحتاج إلى عدة جوانب. 

و أضاف : عندما تنطلق المذاهب المختلفة في الأمة الإسلامية من هذه القيم الكبرى الكامنة فيها سواء كان من خلال النص أو من خلال الواقع أو من خلال التطبيقات التاريخية وكذلك أيضا عندما تتعامل مع الآخر من خلال هذه القيم وتدرك أن هذه الإختلافات الموجودة فيها إنما هي إختلافات في حقيقة الأمر إختلافات طبيعية ولا ينبغي أن تصل إلى حد الصراع والنزاع وتكفير الآخر والإساءة للآخر، يستطيع تحقيق الوحدة الإسلامية.

و بين عالم عماني بأن هذه الإختلافات الموجودة إنما هي خصوصيات مذهبية يجب أن تُدرس بشكل أكاديمي وبحثي. عندما يُشغل العقل على مستوى الأفراد أو على مستوى الدول أو على مستوى الجماعات يُشغل بالعلم والتكنولوجيا والمعرفة ويُشغل بالبحث والسير في الأرض وتحقيق التعارف ويُشغل بالتقارب والوحدة والحضارة وبناء الإنسان هذا بلا شك سوف يدفع هذه الأمة إلى تحقيق التعاون في حقيقة الأمر وإلى تحقيق ما يريده الله سبحانه وتعالى من إنزال كتبه وإرسال رسله وهو بناء الحياة وإصلاحها وعدم الإفساد فيها فأشكر مرة أخرى المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على هذه الدعوة وعلى هذه الإلتفاتة الكريمة راجيا لهم كل التوفيق في هذا المؤتمر الجليل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.