ثقافي افغاني: التطرف والارهاب، مشكلة ناجمة عن الجهل

ثقافي افغاني: التطرف والارهاب، مشكلة ناجمة عن الجهل

اعتبر مدیر الحوزة العلمیة "رسالت – کابل"« الشیخ "جواد صالحي" التطرف والإرهاب الناجم عن الجهل، المشكلة المهمة التي ما زال يواجهها العالم الإسلامي داعيا المجتمع الاسلامي الى محاربة هذه القضية وهذه الظاهرة.


وفي مقال في الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الدولية الـ  37، قال الشيخ صالحي، الشكر موصول للشخصيات العزيزة والقائمين على تنظيم مؤتمر الوحدة الإسلامية السابع والثلاثين، وخاصة السيد الأمين العام المحترم حجة الإسلام والمسلمين السيد الدكتور شهرياري.

واضاف: الحمد لله تمكن مجمع التقريب خلال حياته من جلب القيم العظيمة للمجتمعات الإسلامية وتقديم الحلول العملية للمشاكل والبؤر التي يمكن أن تسبب مشاكل في المجتمعات الإسلامية، وقد تم تنفيذ هذه الاستراتيجيات في شكل تنظيم مؤتمر الوحدة الإسلامية وإصدار البيانات والتصويت والتوصيات.

وتابع: في دولة أفغانستان الإسلامية التي تعاني من أزمات ومشاكل عديدة كالحرب والإرهاب منذ عدة عقود، وقد استطاع مجمع الكريم أن يقدم الحلول التي قدمها إلى الله، في صورة تلك الحلول، مع الأخوة الإسلامية والدين بين الناس وأيضا بين أفراد المجتمع، وفي ظل هذه الأخوة الدينية، أولوا اهتماما خاصا لحل المشاكل التي تواجه المجتمع الأفغاني، وقد كللوا بالنجاح والحمد لله.

واستطرد قائلا: لكن والعمل الأساسي الذي يمكن توقعه في هذا الفضاء هو مناقشة التربية العقلانية من منظور الإسلام وتعاليمه، والتي يحدد القرآن مكانة خاصة فيما يتعلق بهذه القضية، ويعتبر محور العقلانية من القضايا المهمة. للحياة الفردية والاجتماعية، ولذلك فإن التربية الإنسانية التي تقوم على أسس الحق، يمكن أن تكون لها إنجازات قيمة للمجتمعات، ولا يمكن لأي إنجاز أن يصل إلى فضيلة العقل وقيمته، لأن هذه العقلانية هي التي تفسر الحديث عن الخير والشر. وأيضا، إنها ملكة الأنا التي تمنع الناس من المناقشات المتطرفة ويمكن أن تكون بمثابة تنظيم لنظام الحياة الفردية والاجتماعية.

ودعا الى مناقشة العناصر المهمة للتطرف وكذلك الإرهاب حتى نتمكن من الاهتمام بالتثقيف الفكري المبني على ما هو رأي الدين الإسلامي. العنصر الأول هو العنصر العقلي الذي يمكنه مأسسة الإرهاب والتطرف في الفرد وإعداده للنقاش القادم وهو العنصر الموضوعي والسلوكي.

واضاف: فإذا لم نتمكن من ملء الفضاء العقلي لأطفالنا وشبابنا ومراهقينا وشبابنا بقيم الإسلام السامية وعقلانيتها. فأنّ الشبكات الاجتماعية هي التي يمكنها بسهولة إضفاء الطابع المؤسسي على مساحات الإرهاب والتطرف في عقول أطفالنا ومراهقينا وشبابنا.

وتاكيدا على ضروة الاهتمام الخاص بالتثقيف العقلاني لبناء مجتمعنا الديني من خلال التعبئة العامة قال: إذا لم يتم ذلك فإن المرحلة التالية، وهي العصر الموضوعي والسلوكي، ستظهر في مكونين. المكون الأول هو خلق الذعر والخوف، والعنصر الثاني هو الجريمة والغضب. والعنصر الثالث هو عنصر المعيار، هو عندما يجد مكانا في أجواء التطرف والإرهاب،  يظهر لنفسه تعريفات خاصة للمكونات القيمة للحياة وكذلك المكونات الدينية.
ولذلك فإن أبعاد العقلانية الإسلامية التي تتمثل في التعاليم القرآنية هي أنجع أسلوب للعقلانية يمكن أن يكون معركة جيدة ضد بيئة الإرهاب والتطرف.

وختم بالقول: قال رسول الإسلام الكريم: رأس المال الذي يكون في نور الحكمة، بعد الدين وبعد الجو الديني، يمكن أن يكون حب الناس، و المحبة في ما بين الناس. إذن محبة أفراد المجتمع الآخرين هي قيمة في فضاء العقلانية، ويجب مأسسة هذه القيمة في مجتمعاتنا الإسلامية. لماذا؟ لأنه إذا لم تظهر وظيفة العقل هذه وهذه التربية العقلانية في جو القيم، فيمكننا أن نرى علامات التطرف الديني، يمكننا أن نلاحظ التحيزات والركود الفكري، يمكننا أن نرى الحقوق الحصرية المختلفة ومعارضة الفهم. ويمكننا أن نشعر بالعديد من الأمثلة على التطرف في حياتنا.