الدكتور عبدالكريم بي ازار شيرازي: الناس مختلفون ومتنوعون فيما بينهم

الدكتور عبدالكريم بي ازار شيرازي: الناس مختلفون ومتنوعون فيما بينهم

قال عضو المجلس الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية "الدكتور عبدالكريم بي ازار شيرازي" : ان الآية "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك"، تدل على أن الناس مختلفين ومتنوعين فيما بينهم، والله جعل الناس على اختلافٍ دوما.


في مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "الدكتور عبدالكريم بي ازار شيرازي" شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".
وقال عضو المجلس الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية "الدكتور عبدالكريم بي ازار شيرازي" : ان الآية "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك"  تدل على أن الناس مختلفين ومتنوعين فيما بينهم، والله جعل الناس على اختلافٍ دوماً ثم يقول: «ولذلك خلقهم» فلهذا خلق الله الناس مختلفين وهنا يوجد خلافٌ بين المفسّرين، التفسير اللافت الذي قٌدّم هنا أن هناك أناسٌ مستثنَون من "ولا يزالون مختلفين" حين يقول "إلا من رحم ربك" أي أن الناس على نوعين: منهم من يعيش دائماً في اختلاف كالأشخاص الذين يتجادلون ودائماً يريدون أن يفرضوا كلامهم ولا يسعون وراء الحق والحقيقة.
ويضيف : لكن في مقابل هذه الفئة التي في اختلافٍ دائم، هناك أشخاصٌ على اختلاف، لكن اختلافاتهم مؤقتة فيسعون بالحوار والسؤال أن يصلوا إلى الحقيقة، هؤلاء جزءٌ من المستثنيين بموجب «إلا من رحم ربك» أي أن هؤلاء الأشخاص الذين اختلافاتهم رحمانية، فهم بالمحبة والمودة يريدون أن يبدّلوا اختلافهم إلى شيءِ يؤدي إلى سموهم ورقيّهم.
ويستشهد الدكتور بي ازار شيرازي بمثالين من القران الكريم  "قصة آدم والشيطان" ويقول الناس نوعان مثل ، نوعٌ مثل الشيطان غير مستعدين للعبادة، فقط يسعون وراء إرضاء ذاتهم وأفضليتهم وفرض غرورهم، وفي المقابل هناك مجموعة من الناس مثل آدم وحواء ينسبون الذنب لأنفسهم ويريدون الاعتذار عن ذنبهم وهناك مجموعة أخرى مثل الملائكة الذين سألوا الله قائلين: يا رب كيف تريد أن تجعل خليفةً من شأنه الفساد وسفك الدماء، أجابهم الله وكان جوابه مقنعاً لهم فسجدوا أمام آدم.
ويبين عضو المجلس الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية أن الاختلاف أمرٌ طبيعي، ويمكن أن يكون هذا الاختلاف في مسار الاختلاف الشيطاني والجهنمي واختلاف الاستكبار ويمكن أن يكون في مسار الله وأن يكون اختلافاً رحمانياً. الاختلاف الشيطاني هو اختلافٌ يكون من باب الاستعلاء والظلم «وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا» أي أنهم ينكرون الأنبياء والآيات الإلهية، أو هناك البعض يختلفون بسبب قلّة المعلومات المتوفرة لديهم «بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه».
ويضيف رجل الدين الايراني البارز : ان البعض اختلافهم بسبب «البغي» «فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم» وأن سبب الكثير من الاختلافات هو البغي. فما معنى البغي؟ بمعنى الإسراف والجشع والحسد والتكبر وهذه تؤدي إلى أن يعمد الكثيرون إلى الاختلاف.
واشار الى جانب آخر من الاختلافات حيث يكون عامل الاختلاف فيها، الشرك ولهذا فقد جعلوا الدين الإلهي منقسماً إلى فِرق فيما بينهم وتبدّلوا إلى أحزاب وبتعبير القرآن «كل حزب بما لديهم فرحون» وكثيرٌ من الحروب الدينية التي نراها منبعها ليس الدين الإلهي الأصيل، بل ذلك الدين الأرضي المصطنع من قِبل الفِرق، كل فرقة صنعت لنفسها ديناً وتم فيه تحريف الدين السماوي، زيادةً ونقصاناً وجعلوا لأنفسهم كياناً واهتموا فقط بالأشياء التي يرغبون بها وبالأشخاص الموجودين في تلك الفرقة، ولهذا إنهم من أكبر عوامل الانقسام والقرآن سمّاهم بالمشركين، يقول: «ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون» حسناً هذا شرحٌ مختصر عن الذين يكون اختلافهم اختلافاً شيطانياً.
وتابع : لكن في مقابل هؤلاء هناك «إلا من رحم ربك» حيث أن لهؤلاء أيضاً اختلاف لكنه مؤقت ويسعون بالسؤال وأدب الاختلاف أن يزيدوا من علمهم ومعرفتهم وينمونها وقال نبي الإسلام الكريم: «أعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه» 
وختم عضو المجلس الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية مقاله بالقول : إذاً هناك أشخاص يجمعون علم الآخرين إلى علمهم، فكيف نجمع، بشكل سؤال مؤدب؟ لكل شخصٍ رؤيته الخاصة، لكل شخص منحى معين في مطالعاته لا يكون لدى الآخرين، في هذه الاجتماعات بإمكان هؤلاء الأشخاص الرحمانيين أن يتبادلوا معلوماتهم وأن يقللوا اختلاف آرائهم ويتقاربوا من بعضهم، ما السبيل هنا؟ هو أن يقرنوا هذه الاختلافات بأدب الاختلاف، أن يقرنوا حواراتهم بأدب الأخلاق ومن أجل هذا الأمر كيف أن الإسلام أقرّ احترام الأديان والأنبياء. نحن نرى أن كل نبي ذُكر في القرآن وقُصّت قِصتُه، كان الحديث عنه بأفضل ما يكون، حيث أن كل مسلم بمجرد أن يسمع اسم أي نبي يقول مباشرةً عليه السلام وهذه إحدى أكبر امتيازات دين الإسلام المبين أي الدين السماوي.