امين المجلس الاعلى للتقريب بين المذاهب : لنحافظ على وحدة امة نبي الاسلام (ص) ونعمل على نشرها

امين المجلس الاعلى للتقريب بين المذاهب : لنحافظ على وحدة امة نبي الاسلام (ص) ونعمل على نشرها

قال امين المجلس الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامیة " حجة الاسلام  محمد حسن مهدوي مهر" : نحن نعيش في أسبوع الوحدة المبارك، وهو أسبوع ذو أهمية خاصة بالنسبة الينا نحن المسلمين، لأنه يتزامن مع ولادة نبي الإسلام الأكرم ورسول هذه الأمة محمد بن عبد الله (ص)، ونحن كوننا نمثل أمة هذا النبي الاعظم، ويتعين علينا ان نحافظ على وحدة هذه الأمة ومن واجبنا أن نعمل على نشرها وتوسيعها قدر المستطاع.


واضاف "حجة الاسلام مهدوي مهر"، في كلمته خلال اجتماع مؤتمر الوحدة الاسلامي الـ 37 الذي عقد افتراضيا صباح اليوم الخميس : نحن كمسلمين ودين الإسلام كدين إلهي، وهو ليس فقط دين نبي الإسلام العظيم (ص)، وانما هو امتداد لدين سائر الانبياء (عليهم السلام)، مثل   النبي إبراهيم والنبي موسى كليم الله، والنبي عيسى المسيح ودين جميع الرسل الذين دعوا الناس على مر التاريخ إلى الله ودعوا الناس إلى اتباع التعاليم الإلهية، وبطبيعة الحال، نعتبر ان وحدة الأمة الإسلامية لها أهمية كبيرة ولا بد من الانتباه إلى العناصر والمقومات التي يمكن أن تعزز هذه الوحدة بين ابناء الأمة الإسلامية، ويجب أن نكون على درجة عالية من الانتباه للعوامل التي تقوض هذه الوحدة.
واوضح : بطبيعة الحال هناك اختلاف في الرأي واختلاف في وجهات النظر بين مختلف المذاهب الإسلامية ، لكن هذا الاختلاف في الرأي ووجهات النظر يجب أن يُنظر إليه على أنه مسألة تنظير، يمكن التسامح فيها وفقا لأطر فكرية وبحثية مختلفة، وهذا الاختلاف في الرأي ووجهات النظر بين طوائف المسلمين، لا يجب ان ينتج عنه قيام المذاهب الاسلامية بتكفير بعضها البعض وتوجيه الاتهامات بالالحاد والكفر والعياذ بالله؛ خاصة وأننا جميعا مسلمون ننطق الشهادتين ونعمل فق المعايير الاسلامية المحددة.
ولفت حجة الاسلام مهدوي مهر الى، انه "في التعاليم الإسلامية، يتم التأكيد بشكل خاص على التسامح مع الأديان الأخرى والديانات السماوية والإبراهيمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالوحدة والاستقامة بين الأمة الإسلامية، وهو أمر بطبيعة الحال يأخذ أهمية كبرى، مما يستدعي أن نتسامح مع بعضنا البعض بدلا من تكفير بعضنا البعض.
واردف قائلا : يجب أن نحترم رأي بعضنا البعض وأن نقبل بعضنا البعض بجميع آرائهم ، وهذا لا يعني أننا نريد إلزام الآخرين برأينا وإجبارهم على إبداء آرائهم أيضا بما ينسجم مع آرائنا.
وتابع : هذه صفات الجماعات المتطرفة التي تقول "نحن على حق، خلافا للاخرين فهم ليسوا من الحق بشئ، وعليهم أن يرضوا بما نرضاه وما نوافق عليه، وإن لم يقبل الاخرين بآرائنا سيتم طردهم من الاسلام واعتبارهم غير مسلمين أو مرتدين"؛ مؤكدا بان هذا الأمر غير مقبول في الإسلام. نحن كأصحاب رأي وأصحاب فكر في الإسلام، وأشخاص لديهم وجهات نظر بناء على فهمهم للمصادر الإسلامية وبناء على القرآن الكريم والسنة النبوية والأحاديث ، بطبيعة الحال، من هذا المنطلق يجب علينا أن نقبل ونحترم فهمهم وهو بالنسبة لنا محترم.
ومضى الى القول : لحسن الحظ ، ايران بعد انتصار الثورة الإسلامية، عملت لسنوات طويلة على تعزيز وحدة الأمة الإسلامية، وموضوع التعاطف والتكامل بين المذاهب الإسلامية المختلفة، ونوهت الى ضرورة التقريب بين المذاهب الإسلامية؛ وعلى ضوء هذه المساعي تستضيف الجمهورية الاسلامية الايرانية مؤتمرات الوحدة الاسلامية سنويا، بما في ذلك المؤتمر السابع والثلاثين الذي يواصل نشاطاته في الصعيدين الافتراضي والحضوري بمشاركة ضيوف من ابرز الشخصيات في العالم الإسلامي.
وصرح هذا المسؤول في مجمع التقريب بين المذاهب : ان ما تم التأكيد عليه في كل هذه المؤتمرات، ليس أكثر من حقيقة أننا كأمة إسلامية، يجب أن نجتمع معا ونصر على كلمة واحدة، وهي كلمة الاسلام وليس المذاهب المختلفة؛ مبينا انه في واقع الامر، هناك قراءات مختلفة لدين الإسلام، كل منها تستحق الاهتمام والاحترام.
واستطرد قائلا : بالطبع هناك أبحاث نظرية، ومناقشات فلسفية ، وأبحاث فقهية ، وهناك مناظرات تفسيرية، وأبحاث مختلفة من هذا النوع، كل منها جدير بالملاحظة ومحترم في مكانه، ولا ينبغي رفض رأي الطرف الآخر ببساطة.
وتابع حجة الاسلام مهدوي مهر : ان ذلك يستوجب تحقق مطلب التفكير الحر الذي يترافق مع "شرح الصدر"، وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى لنبي الرحمة (ص) بنبرة العناية الإلهية [الم نشرح لک صدرك ]؛ متسائلا : ماذا يعني هذا الوصف وما المقصود بشرح الصدر؟
وقال في معرض الرد : شرح الصدر يعني قبول راي الآخرين، والاستماع إلى كلام الأشخاص الذين يتحدثون عن أنفسهم، ولديهم رأي ووجهات نظر، وذلك بالرغم من أن وجهة نظرهم هذه بالنسبة إلينا غير صحيحة.
وختم الى الققول : لذلك، لا يمكننا الخروج من الإطار الذي وضعه الإسلام لنا والسعي إلى رفض ونفي المذاهب الأخرى والأفكار الأخرى في هذا الصدد؛ نرجو من الله أن يمن علينا بسعة الصدر وأن يرزقنا برؤية حرة ومنفتحة وفكر علمي كامل تجاه كل المذاهب وكل الأفكار التي تثار في إطار الإسلام ولننظر إليها بعيون البحث ونتأمل الإطار العام وليس التفاصيل والقضايا الصغيرة التي قد تكون في أي طائفة، وحتى في نفس المذهب الواحد.