استاذ جامعي ايراني : جوهر الاختلاف في حد ذاته لا يُدان ولا يُلام

استاذ جامعي ايراني : جوهر الاختلاف في حد ذاته لا يُدان ولا يُلام

اكد الاستاذ بجامعة المذاهب الاسلامية بطهران "الدكتور محمد ويسي" : إن جوهر الاختلاف في حد ذاته لا يُدان ولا يُلام إلا إذا كان الخلاف عدائياً؛ وبحسب تفسير القرآن، فإن العداء والعداوة من صفات أهل النار [إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ]، وبالتالي حيثما نشهد صراعًا وفتنة، هنا يكون الاختلاف خلافًا عدائيًا و هو اختلاف أهل الجحيم.


جاء ذلك في مقال الاستاذ الجامعي الايراني خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، حيث وجّه شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف.
وقال الدكتور ويسي : ان من المحاور الرئيسية للمؤتمر السابع والثلاثين للأديان الإسلامية ، هي الاحترام المتبادل بين الأديان الإسلامية ومراعاة عدم الخلاف وتجنب الجدال والازدراء والسب. وسنشرح آداب الخلاف في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكذلك الخلاف بين علماء المسلمين.
واضاف : فيما يتعلق بآداب الاختلاف ، فمن الضروري أولاً شرح أنواع الخلاف في ضوء حديث يكاد يكون مشهوراً ويستشهد به المجتمع الإسلامي وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم (اختلاف أمتي رحمة).
ويتسائل الدكتور ويسي : أيّ  خلاف يتكلم عنه الرسول صلي الله عليه و سلم اذا كان بين الأمة الإسلامية فهو أساس الرحمة. هناك نوعان من الخلاف ، اختلاف التنوّع واختلاف التناقض ، الاختلاف الذي يخلق الكمال ، والاختلاف الذي يخلق العداء.
واكد : إن جوهر الاختلاف في حد ذاته لا يُدان ولا يُلام إلا إذا كان الخلاف عدائياً. وبحسب تفسير القرآن فإن العداء والعداوة من صفات أهل النار (إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ). وبالتالي ، حيثما نشهد صراعًا وفتنة، هنا يكون الاختلاف خلافًا عدائيًا ، و هو اختلاف أهل الجحيم.
ويبين الاستاذ الجامعي الايراني : ان الاختلاف الآخر هو خلاف التنوع والكمال. خلاف الكمال هو اختلاف بين أتباع ديانتين حول قضية واحدة ، ولكل منهما وثائقه الخاصة يطرحونها جميعًا ، إما تؤدي إلى نتيجة وتفضيل ، أو يعفوا ويعذروا بعضهم البعض.
ويطرح الدكتو ويسي القاعدة الذهبية للدعوة الإسلامية وهي (نتعاون فيما اتفقنا عليه) أو (ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) ونعذر بعضنا البعض في الحالات التي يوجد الخلاف فيها. وحججنا لا تغطي بعضها البعض ، والكل لهم حججهم ووثائقهم الخاصة.
ويبين القاعدة الثانية في الدعوة الإسلامية لتقوية أسس وحدة الأمة الإسلامية هي (اختلافاتنا الفقهیه لاتاثر فی علاقتنا الأخویة ) أي أن اختلافاتنا في الفقه في مختلف مجالات الفقه يجب ألا تؤثر أبدًا على علاقاتنا الأخوية والدينية.
ويوكد ويسي انه علينا إدارة الخلاف بما يقودنا إلى التطور والكمال في الشخصية والأخلاق والإيمان ، وهنا يتضح آداب الاختلاف تمامًا. لذلك لا يفترض أن لا تكون لدينا اختلافات ، بل يجب أن تكون هناك اختلافات تؤدي إلى تطور الشخصية وتكاملها.
واردف الاستاذ بجامعة المذاهب الاسلامية أن إدارة الاختلافات بشكل صحيح تؤدي إلى إزدهار المواهب وإنتاج العلم.لذلك ، لا يُفترض أن تكون الاختلافات سيئة بطبيعتها ، فنحن من نستطيع أن نقود ونجر الاختلاف إلى العداوة ، ويمكننا إدارة هذه الاختلافات بشكل صحيح ، وسيولد الكمال والتطور من قلب هذه الاختلافات.
واضاف : لذلك يجب أن نرجع إلى السيرة والسنة النبوية للنبي صلى الله عليه وسلم ، ونتعلم كيفية إدارة الخلافات وتحوّل الخلافات إلى اختلافات كمالية و نستفيد من مناهجه وأصحابه الكرام ، لنتمكن من تحقيق الأفكار والآمال والأحلام لتقوية أسس وحدة الأمة الإسلامية. وهذا غير ممكن ما لم نتمكن من إضفاء الاهتمام بالغير على التنوع فيما بيننا وجعله سمة دائمة . ولكي يحدث هذا الانتباه للغير(الإيثار) ،علينا من خلال طابع ثقافي و ترسيخه في ذاتنا نصل إلى الكمال ومن خلال هذا الانتباه للغير ، ندير الاختلافات بشكل صحيح.
وفي الختام يقول الاستاذ بجامعة المذاهب الاسلامية في طهران : ان إدارة الخلافات ومراقبة عدم وجود اختلافات في سيرة الرسول وأصحابه وآله الكرام أمر واضح تمامًا ويمكننا الاستعانة به في عصر الخلافات المسببة للتوتر. الخلافات تسبب الأزمة ، الخلافات تسبب التوتر ، الخلافات تسبب العداء، ومن قلب هذه الاختلافات التي هي في الواقع نفس الخلافات بين أهل النار في الآخرة في الدنيا إذا أراد الإنسان تأجيج هذه الخلافات سيفعل ما سيفعله أهل النار يوم القيامة. لذلك يجب على أهل الجنة أن يدخلوا الجنة التي وعد بها الله ، وعليهم أن يتفاعلوا مع بعضهم البعض في هذا العالم كأهل الجنة ، وأن يكونوا معًا ، ويتقبلوا بعضهم البعض ، ويحبوا بعضهم بعضاً فوق القبول. حتى نكون أتباعًا صادقين للسنة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم على اله وأصحابه.