الحاكم الاعلى لامارة الشريعة في الهند : وحدة الامة الاسلامية والاحترام المتبادل والتسامح بينهم

الحاكم الاعلى لامارة الشريعة في الهند : وحدة الامة الاسلامية والاحترام المتبادل والتسامح بينهم

قال الحاكم الاعلى لامارة الشريعة في الهند "المفتي شبلي قاسمي" : إنّ وحدة المسلمين والعالم الإسلامي ضرورية للغاية، ذلك ان المسلمين جميعاً أمةٌ واحدة ويؤمنون بكتابٍ واحدٍ لهداية الجميع والنبي محمد (ص) هو نبينا جميعاً. نحن مطيعون لتعاليم هذا النبي (ص)، كعبتنا واحدة وجهودنا من أجل مرضاة الله.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، اضاف المفتي الهندي : لقد أكّد الله تعالى والقرآن الذي هو كتابه الأخير ومحمد (ص) وهو خاتم الأنبياء، على الوحدة مع بعضنا البعض والاحترام المتبادل فيما بيننا والتسامح وقبولنا لبعضنا البعض. مثلما ألقى رسول الله (ص) خطبته الأخيرة والأكثر أهمية خلال آخرحجٍ له في صعيد عرفة بين جموع الصحابة الكرام الذين كانوا يركبون الجمال، خطبةٌ يجب أن تُكتب كل كلمة منها بالذهب. يتضح في تعاليم الرسول وحياة الصحابة والسلف أنهم عملوا بجد من أجل وحدة المسلمين، وحوّلوا هؤلاء الناس إلى شعبٍ واحدٍ وأمةٍ واحدة، ولهذا السبب أولى رسول الله (ص) أهمية كبيرة للمجتمع والوحدة في كلامه، لدرجة أنه قال: "لا تدعوا حياتكم بدون أمير.

وتابع مخاطبا الحضور : إخواني إنّي أقدم لكم أهم رسالةٍ اليوم وهي أن تعيشوا كأمّةٍ واحدة وشعبٍ واحد وأن تنشروا الوحدة والإتحاد وتتجنبوا الحروب والصراعات الطائفية. انصرفوا عن صراعات الشيعة والسنة والوهابية والديوبندية وأحكموا التمسك بحبل الله وهو القرآن الكريم. أزيلوا التعصّبات المختلفة بما في ذلك التعصّبات الإقليمية واللغوية وتعصبّات الألوان والأعراق.

وارىف الحاكم الاعلى لامارة الشريعة في الهند : إخواني تعالوا لنغلق طرق الخلافات والانقسام ونبذل الجهود في سبيل الوحدة. نحن لا نقول أن تتخلوا عن معتقداتكم أو أن تتركوا فرقتكم ومذهبكم. لا نقول للسنة صيروا شيعةً ولا نقول للشيعة أن صيروا سنّةً، ولا نطلب من الديوبنديين أن ينضموا إلى العقيدة البريلوية ولا بالعكس، ولا نقول للسلفيين اقبلوا الحنفية. نحن نقول للجميع إلزموا عقيدتكم ومذهبكم، لكن أحكموا التمسك بدين الله وكتابه واعثروا على طرق الوحدة. لدينا الكثير من الأمور المشتركة.

ولفت العالم الاسلامي الهندي : ان رسول الله (ص) صالَح اليهود واتحد معهم، لقد أمر الله في القرآن أن [ قل تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم]؛ موضحا : عندما أظهر لنا رسول الله (ص) طرق الوحدة مع اليهود، فإنّ أسوته الحسنة منارةً لطريقنا اليوم، مستدلا بالحديث الماثور [لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة].

ومضى الى القول : يا أيها الناس منارة دربنا ونموذجنا وأسوتنا هي السيرة الطيّبة لرسول الله (ص)، ولنا في هذه الأسوة سبلٌ للإتحاد والوحدة. الاختلاف في الرأي مختلفٌ عن هذا، الاختلاف في الرأي أمرٌ واردٌ، لكن ملء القلب بالكره والحقد من عمل الشيطان، ونحن نعاني اليوم من الهجمات الشيطانية.
 
وفي الختام قال المفتي شبلي قاسمي : تقبل الله عزّ وجل الجهود التي تبذلونها من أجل وحدة المسلمين والتقريب بين المذاهب المختلفة، وأشكر الذين يبذلون الجهود ويدعمون ويقدّمون المساعدة في هذا السبيل. وأخيراً أودُّ أن أشكر مجمع تقريب المذاهب الإسلامية على جهوده في هذا الإطار. لقد جمعوا العلماء معاً ويقتفون آثارهم ويتواصلون دائماً مع المؤسسات والمنظمات والشخصيات المختلفة ويدعونهم إلى التقريب بين المذاهب.