الباحث اللبناني طلال عتريسي : طوفان الاقصى زعزع اقتدار الكيان الصهيوني كذراع للغرب في المنطقة
يقول أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية "الدكتور طلال عتريسي" : ان الكيان الصهيوني فقد القدرة التاريخية كذراع للغرب في منطقتنا، بعد عملية "طوفان الاقصى النوعية".
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع الباحث الاكاديمي اللبناني طلال عتريسي، لاستصراحه حول اخر التطورات على الساحة الفلسطينية وخاصة قطاع غزة المقاوم والمظلوم في ظل العدوان الصهيوني الاثم الذي يطال اهل القطاع منذ 7 اكتوبر الماضي.
واوضح "د. عتريسي"، ان الكيان الصهيوني بات في مرحلة ما بعد طوفان الاقصى، يحتاج الى الحماية الغربية بعد ان كان هو الذي يحمي مصالح تلك الدول في الشرق الاوسط؛ لافتا بان الحضور الامريكي الجديد في المنطقة يتعلق مباشرة بحماية هذا الكيان، حيث تدخل الرئيس الامريكي ووزير خارجيته مباشرة في هذا الامر وشاركا في اجتماعات اللجنة الخاصة بادارة الحرب وادارة العملية السياسية داخل الكيان.
ومضى الى القول : لذلك فإن حضور القوات الامريكية بشكل خاص في المنطقة، وتزايد هذا الحضور بعد عملية طوفان الاقصى، يعود الى امرين؛ الاول هو ان هذا الوجود اصلا له علاقة بالنفوذ الامريكي التاريخي في بعض دول المنطقة، وعلى سبيل المثال هناك القواعد الامريكية في دول عربية واسلامية منذ سنوات عديدة، لكن الجديد في هذا الامر، هو ارسال اسلحة وحاملة طائرات وحضور عسكري امريكي اقوى في المنطقة وفي البحار، وهذا له علاقة بما جرى في فلسطين.
واكد عتريسي، انه بعد عملية طوفان الاقصى، تبين بان الكيان "الاسرائيلي" لم يستطع ان يحمي نفسه من هذه العملية، وقد ظهر بان جيشه عاجز عن الرد وحتى التنبّؤ او معرفة حصول هذه العملية.
وبين عتريسي، انه كان يفترض للاجهزة الامنية المختلفة في الكيان الصهيوني ان تتوقع تنفيذ عملية طوفان الاقصى لكنها اخفقت، وبما يشير الى ان المقاومة الفلسطينية كبدت جيش الاحتلال فشلا استخباريا وعسكريا كبيرين، وبالتالي لم تعد هناك ثقة امريكية او غربية بقوة هذا الكيان لمواصلة القيام بدوره التاريخي المساند للمصالح الغربية في المنطقة؛ ما يفسر اسباب حضور امريكا باساطيلها ولماذا وقف معظم البلدان الغربية خلف هذا الكيان وادعت بانه "قادر وله الحق في الدفاع عن نفسه وممنوع على اي دولة ان تتدخل في هذا الامر".
وشدد الباحث اللبناني على، ان "الولايات المتحدة هي التي تقود هذه المعركة في اسرائيل وهي التي تدعم وتحمي الكيان، لذلك منعت مؤخرا الجهود لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة".
وتعليقا على تصريحات المسؤولين الغربيين ضد ايران ومطالبتها بوقف مساعداتها للمقاومة الفلسطينية، اعتبر عتريسي بان هذا الموقف مثير للاستغراب؛ موضحا ان الدول الغربية وامريكا التي تضغط على ايران من اجل التوقف عن دعم الفصائل الفلسطينية، هي ذاتها التي ترسل السلاح والمال بشكل علني الى "اسرائيل" وتزود هذا الكيان بآلاف القذائف ليستمر في جرائم الابادة والقتل بحق الشعب الفلسطيني، دون ان يشعر بأي احراج او الحاجة الى اي تبرير على تلك المجازر.
واستطرد : لكن هذه المحاولات لن تمنع الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في الدفاع عن نفسه والحصول على الدعم بكافة المستويات الاقليمية والدولية من ايران.
واوضح، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، مصممة انطلاقا من مبادئها الاخلاقية والدينية والسياسية، ويحق لها ان تقدم الدعم الى المقاومة، مقابل الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للكيان الصهيوني.
وعن السبل المتاحة للعالم الاسلام والعربي من اجل الحؤول دون تمرير مخطط التهجير القسري الذي يسعى الكيان الصهيوني بدعم امريكي وغربي بحق الشعب الفلسطيني وتحديدا اهل غزة، يرى الدكتور عتريسي، ان ذلك يعتمد على اتخاذ موقف موحد من قبل منظمة التعاون الاسلامي او جامعة الدول العربية.
واضاف : يستطيع العالم الاسلامي والعربي، بما لديه من امكانات نفطية وتجارية ومالية وسياسية ان يمارس ضغوطا كبيرة على العالم الغربي لمنع "اسرائيل" من الاستمرار في هذه المجزرة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.. دول النفط، في الخليج الفارسي تستطيع ان توقف ارسال هذا النفط الى "اسرائيل" ولو لبضعة ايام، كما تستطيع دول اخرى مثل تركيا ان تتوقف عن التجارة مع الكيان الصهيوني.
واردف القول : هناك الدول التي لديها علاقات تطبيع مع "اسرائيل"، ان توقف هذه العلاقات، كذلك تستطيع هذه الدول ان تجمد علاقاتها الاقتصادية مع الدول الاوروبية الداعمة لهذا الكيان وايضا الولايات المتحدة لمدة اسبوع وتعلن بان هذا الامر مربوط بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
ولفت بان هذا الامر سيكون له تاثير كبير، في وقف العدوان الصهيوني وبالتالي افشال مشروع التهجير ايضا.
واكمل الباحث اللبناني الدكتور عتريسي : نعم يمكن من خلال هذه المواقف الاسلامية والعربية المتحدة، تحقيق نتائج كبيرة تحمي الشعب الفلسطيني وتفشل مخطط التهجير القسري وتنقل الازمات التي يثيرها الاستكبار العالمي الى داخل الكيان الصهيوني واوروبا والولايات المتحدة.