آیة الله السید میرتقي حسیني جرجاني": تطبیع العلاقات مع الکیان الغاصب ممنوع علی قرار نص القرآن

آیة الله السید میرتقي حسیني جرجاني": تطبیع العلاقات مع الکیان الغاصب ممنوع علی قرار نص القرآن

أكد استاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية في قم المقدسة"آیة الله السید میرتقي حسیني جرجاني" بأن الله تعالي نهی في القرآن الكريم: (ولاتركنوا على الذين ظلموا فتمسكم النار)الدول الاسلامية والمجمع الاسلامي وأصحاب القرار من المعاملة وتطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "آیة الله السید میرتقي حسیني جرجاني" شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".

و في ما يلي نص المقال:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين و لعنة الله علی اعدائهم أجمعین من الآن الی قیام یوم الدینز  من المواضيع والأحداث المؤلمة التي حدثت في مجتمعنا الإسلامي هي العلاقة بين بعض الدول الإسلامية وحكومة إسرائيل الغاصبة الجانية التي تقتل الاطفال.
في البداية أود أن أقول إنه في بعض الآيات الكريمة من القرآن الكريم أشار الله تعالى الى اليهود الذين هم ألد أعداء العالم الإسلامي.

في بعض آيات القرآن الكريم نهى المجتمع الإسلامي والشعب المسلم من التعامل مع الظالمين الذين هم وصف كامل للظلّام في المنطقة والمجتمع الاسلامي هذا الكيان الغاصب والدولة المحتلة الغير شرعية التي وجدت بمساعدة أعداء الاسلام الذين هم اليهود الصهاينة.

نهى  الله تعالى في القرآن الكريم: (ولاتركنوا على الذين ظلموا فتمسكم النار)الدول الاسلامية والمجمع الاسلامي وأصحاب القرار من المعاملة وتطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب. القرآن الكريم يحرمهم ، لماذا أقول هذا لأن العلاقة بين الدول الإسلامية وحكومة إسرائيل الغاصبة بالحقيقة تعني أنها علاقات بين دول لايوجد بها توتر أو ظلم وهذا يدل على الاعتراف رسميا بدولة اسرائيل واعتبار المغتصب غير مغتصب في العالم الاسلامي، لذلك حرمت  الآية المباركة هذه المعاملة. ومن قام في بعض الدول الإسلامية بتوطيد علاقته بدولة إسرائيل الغاصبة  مما يدل  على الاعتراف بإسرائيل وهذا يعني الظلم بحق المجتمع الاسلامي والمسلمين ومحور المقاومة.

  وهذا يعني أنهم يقدمون تنازلات مع إسرائيل ويضعون أنفسهم بشكل غير مباشر في مواجهة مع المقاومة علماً أن شرف بعض هذه الدول يقع تحت ظل المقاومة وهذه المقاومة هي التي أخرجت أمريكا من المنطقة والعراق  وهي نفسها  التي طردت أمريكا من سوريا وقمعت داعش وقمعت الجماعات المسلحة  مثل النصرة وغيرها.

  المقاومة ذاتها التي أظهرت قوة العالم الإسلامي ضد الظالمين. آية أخرى موجودة حول هذا الموضوع، إذا أرادت بعض الدول الإسلامية إقامة علاقة مع إسرائيل ، فهم يريدون بطريقة ما أن يكتسبوا شرفهم من إسرائيل ، ويمنحوا أنفسهم القوة وهذه الآية من القرآن تقول: (إن العزة لله و لرسوله وللمؤمنین )

ذُكر في عدة مواضع في القرآن الكريم أنه إذا كان هناك عزة فالعزة ملك لله  ملك المجتمع الإسلامي وليس هنا بطبيعة الحال، هناك بعض الشخصيات العلمية وبعض الدول الدخيلة سمحوا باقامة علاقات مع اسرائيل والحالة التي كانوا فيها لايعترفوا باسرائيل ونهوا عن العلاقات معها الآن نزلوا الى الساحة وهنا يوجد مشكلتان وهما اذا كان هؤلاء يعرفوا بالفقه ولدينا قاعدة مهمة في الفقه التي يتفق عليها جميع فقهاء الاسلام ومستوحاة من الآية الكريمة ( ولن یجعل الله للکافرین علی المومنین سبیلا)

في بعض الأحاديث التي رُوِيَت عن طريق الفريقين يعني تم نقلها من خلال كتب الشيعة وكتب السنة ، أنه في بعض التفاسير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الاسلام یعلو و لا یعلی علیه) أن الاسلام له المقام الرفيع ولايجوز لأحد أو أي فرقة أخرى التعالي عليه وهنااستند الفقهاء على هذا الحديث النبوي الشريف وهذه الآية المباركة (ولن یجعل الله للکافرین علی المومنین سبیلا) بخصوص النفي الأبدي وليس النفي المؤقت فيما يخص نصرة الكفار على المسلمين وإن الله سبحانه وتعالى لم يقم أبدًا تحت أي ظرف من الظروف وفي أي وقت  بتزوير وتثبيت القوة والهيمنة للكفارعلى المسلمين (لن یجعل الله ) ولم يثبت الله تعالى أن (للكافرين على المؤمنين سبيلا) منفعة الكفارضد المؤمنين ولم يقم بصياغة مثل هذه التدابير لإيذاء المؤمنين. إذن قاعدة النفي الصريح هنا هي القضية  فإذا كان علماء بعض الدول والحكومات الإسلامية في المنطقة متورطين في إقامة العلاقات بين دولهم ودولة إسرائيل ، فهذا يعني أن هؤلاء السادة بحاجة إلى مراجعة آيات القرآن الكريم بدقة مرة أخرى.

وهناك مشكلة أخرى أن بعض السادة ينسبون هذا الحديث إلى الخليفة الثاني  والبعض الآخر ينسبوه الى آخرين إذا أردتم الرجوع الى الحديث فهو موجود فيكتاب بيان العلوم الجامع لابن عبد البروفي كتب أخرى قال الرسول الكريم  بعض الأشياء المخيفة بالنسبة ليحتى أن رسول الله كان يخافها الا و هي إذلال العالِم.

إذلال العلماء من الأمور التي تشكل خطورة كبيرة على المجتمع الديني وخطورته تنتشر بالمجتمع الديني بسرعة ويضرب القضايا الاجتماعية و الدينية و الاقتصادية وكرامة المجتمع الإسلامي ، هؤلاء العلماء لسوء الحظ من أجل اداء خدمة لحكامهم أو طمعا ببعض المناصب والمال أو اشياء اخرى دون النظر الى العواقب السياسية يقومون بتحليل العلاقات وتوطيدها مع الكيان الغاصب وهذه  أحد المخاطر التي يعاني منها المجتمع الإسلامي.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أن أخطر ما يتعرض له المجتمع الديني هو إذلال علماء العالم الإسلامي.
إنه إذا أعطى هؤلاء السادة الإذن وأصدروا فتوى أنه من الممكن إقامة علاقة مع إسرائيل والتسوية بطريقة ما وإقامة علاقات تجارية وغير تجاريةهذه الافعال والفتاوى من الزلات التي شدد عليها نبي الإسلام مرات عديدة وقالها فيها(اذا فسد العالِم فسد العالَم) هؤلاء السادة  يفسدون العالَم والشعب ، ويفسدون العالم الإسلامي ويعطون القوة لأعداء الإسلام  وهذا من أكبر الأخطار التي يجب النظر بها في المجتمع الديني ، وعلينا أن نقدر الجهود والتعب الذي يتحمله محور المقاومة وأن نقدر هذه الجهود ولانضيعها كي لا تصبح خيانة تجاه الاسلام والمسلمين
  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته