على هامش الحفل التأبيني الذي أقيم على ارواح شهداء حادث مشعر منى الأليم عصر الاحد في مسجد جامعة طهران ، صرح  آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى مراسل وكالة أنباء التقريب مشيراً الى الدور السعودي في هذا الحادث بالقول :  لا شك أن السعودية و المسؤولين فيها  يتحملون المسؤولية عن هذا الحادث ، ذلك ان حادثة بهذه السعة و بهذا الحجم  لا يمكن حدوثها  دون وجود اهمال و تقصير من قبل الحكومة السعودية و المسؤولين عن ادارة مشاعر الحج .
 
و أضاف آية الله الاراكي : أن موضوع الحج و مناسكه ، ليس بالامر الطارىء  الذي يحدث بشكل تلقائي  و بنحو تدافعية أو لا ارادي ، و إنما هو عبارة عن مناسك و شعائر تقام كل عام ، و ان جموع غفيرة من المسلمين تتوجه الى هنا لأداء فريضة الحج ، و لهذا ينبغي  اتخاذ الاجراءات اللازمة و توفير كافة الامكانات المناسبة لتدارك أي طارىء يمكن توقع حدوثه في أية لحظة .

 و مضى سماحته يقول : أن الذي ادى الى وقوع هذا الحادث هو اغلاق طريق الحجاج ، و في هذه الحالة هل يمكن القول ان هؤلاء لم يتوقعوا وقوع مثل هذا الحادث ؟ و مهما يكن ، لقد كان متوقعاً ان ثمة اتفاقاً سيئاً سوف يحدث إثر اغلاق الطريق ، و لهذا فان الحكومة السعودية تعتبر مسؤولة عن ذلك دون أدنى شك أو ترديد .  
 
 و شدد آية الله الاراكي على ضرورة الملاحقة القانونية للمسؤولين عن الحادث من خلال المنظمات الحقوقية الدولية ، موضحاً : أننا نؤمن بضرورة تشكيل هيئات خاصة تتولى المتابعة الجادة لهذا الحادث ، و ان تقوم المنظمات الحقوقية الدولية ، خاصة المتواجدة في العالم الاسلامي ، بملاحقة ملابسات الحادث و متابعة تداعياته ، و توفير مستلزمات محاكمة كل المتورطين في وقوع هذا الحادث بأي نحو من الانحاء .

ولفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى ضرورة ايجاد ادارة كفوءة و مؤهلة تتولى مسؤولية ادارة مناسك الحج ، مضيفاً : ليس بوسعنا ان نشهد حادثة من هذا النوع في كل عام ، يوم في منى و يوم في عرفات و يوم في المسجد الحرام و... أن مثل هذا يدل على عدم أهلية المسؤولين السعوديين و تهربهم  من تحمل المسؤولية . و مما لا شك فيه أن الدول الاسلامية مدعوة للتضامن و التعاون فيما بينها و المبادرة الى ايجاد صيغة مناسبة لإدارة الحج  و وضع  حد لهذه الحوادث المأساوية المؤلمة .