آية الله الاراكي لدى لقائه زعيم الجماعة الاسلامي في باكستان : مسؤوليتنا الكبرى تكمن في العمل من أجل الوحدة

آية الله الاراكي لدى لقائه زعيم الجماعة الاسلامي في باكستان : مسؤوليتنا الكبرى تكمن في العمل من أجل الوحدة
آية الله الاراكي لدى لقائه زعيم الجماعة الاسلامي في باكستان : مسؤوليتنا الكبرى تكمن في العمل من أجل الوحدة

التقى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عصر الجمعة في اسلام آباد، السيد سراج الحق زعيم الجماعة الاسلامية في باكستان ، حيث بحث الجانبان أبرز القضايا و التحديات التي تواجه الامة الاسلامية .

و في هذا اللقاء تطرق آية الله الاراكي الى الصحوة الاسلامية التي اعقبت انتصار الثورة الاسلامية في ايران موضحاً : لقد قادت هذه الصحوة الى احياء المقاومة الفلسطينية  و الحركة الاسلامية في غزة . كما استطاعت المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان أن تلحق بالكيان الصهيوني هزيمة نكراء تضطره الى التقهقر و الانسحاب من الجنوب . و كل ذلك كان بمثابة البشرى بانطلاق قوة جديدة في العالم الاسلامي .

و أضاف آية الله الاراكي : عندما اتضحت معالم هذا الوضع الجديد ، اضطر اعداء الاسلام خاصة الكيان الصهيوني و حلفائهم ، الى التفكير  بأساليب جديدة للحد من هذه القوة و الحيلولة دون تناميها ، و كان في مقدمة اساليبهم هذه تفجير الصرعات و الحروب الاهلية و القومية في العالم الاسلامي .

و لفت سماحته الى ان العقود الاخيرة شهدت اعداد اكبر عدد من البحوث و التحقيقات في الجامعات العبرية و الجامعات البريطانية  حول الاسلام و العالم الاسلامي ، موضحاً : في ضوء هذه البحوث و التحقيقات أدركوا  بأن العالم الاسلامي يعيش اوضاعاً اذا ما تم استغلالها ، فأن بالامكان إثارة الحروب و الصرعات داخل البلدان الاسلامية .

و تابع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن العامل الابرز الذي بوسع الاعداء استغلاله لإثارة التفرقة في العالم الاسلامي و تأجيج الخلافات بين ابنائه ، يكمن في إثارة الاختلاف بين الشيعة و السنة . طبعاً  هناك المسألة القومية ايضاً التي يمكن استغلالها في العديد من نقاط العالم الاسلامية نظير العراق و افغانستان ، غير ان العامل الابرز و الاكثر تأثيراً كان قضية الشيعة و السنة .

و مضى سماحته يقول : اعداء الاسلام يستخدمون القنوات الفضائية و العالم المجازي لإثارة الخلافات و تأجيجها . و بناء على المعلومات الموثقة أن بريطانيا تنفق اموالاً طائلة في هذا المجال ، و ان الهدف الوحيد من تأسيس هذه القنوات الفضائية يكمن في بث العداوات و الاحقاد و إثارة الحروب بين ابناء الامة الاسلامية .

و أشار آية الله الاراكي الى أن كل محاولات الاعداء لإثارة الخلافات في العالم الاسلامي تتسم بصبغتها الطائفية ، مضيفاً : لو تاملتم في الاعلام البريطاني في هذا المجال ، ستجدون ان أي اختلاف يحدث لدى الدول الاسلامية  يحاولون ان يضفوا عليه صبغة مذهبية و تصويره بمثابة اختلاف بين الشيعة و السنة .

و أوضح سماحته : بالالتفات الى الاحداث التي شهدتها السنوات الاخيرة ، لقد أوعز سماحة القائد الى المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بان يغيّر المجمع من آليات عمله ، و في ضوء ذلك اخذت استراتيجية المجمع تتمحور حول دبلوماسية الوحدة .

و شدد آية الله الاراكي : أننا نؤمن بأن مسؤوليتنا الكبرى تكمن في العمل من أجل الوحدة ، و ان احد أهم سبل توعية الجماهير يتجلى في الاعلام ، لذا لابد من توعية الناس بان الحرب بين الشيعة و السنة  إنما هي من تحريض الاعداء الذين يقفون وراء اندلاعها و تأجيجها .

و أضاف سماحته : أن باكستان تعد من الدول الاسلامية الكبرى الفاعلة و المؤثرة ، و ان بوسع هذا البلد الاضطلاع بدور هام للغاية في الاحداث الجارية في العالم الاسلامي .

و تابع سماحته : علماء الاسلام في باكستان يعدون من جملة علماء الاسلام المؤثرين في العالم الاسلامي ، و هذا يعني أن دائرة تأثيرهم لا تقتصر على باكستان وحدها بل تمتد الى العالم الاسلامي بأسره . و لهذا فان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية  على اتم الاستعداد للتعاون مع علماء الدين في باكستان في هذا المجال .

و في الختام دعا الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية فضلية سراج الحق لزيارة ايران و لقاء علماء الدين ، لبحث و مناقشة الاساليب العلمائية الناجعة  و العمل معاً على ترسيخ  و تعزيز التقارب و التقريب بين المذاهب الاسلامية داخل البلدان الاسلامية .

من جهته اعرب زعيم الجماعة الاسلامية في باكستان عن ترحيبه بزيارة آية الله الاراكي ، سائلاً الله تعالى بأن يحسبها  جهاداً في سبيل الله . و لفت فضيلة سراج الحق الى انه يحمل مشاعر طيبة ازاء الثورة الاسلامية في ايران ، موضحاً : أن الجمهورية الاسلامية في ايران تمتلك امكانات ضخمة للدفاع عن المسلمين في العالم ، و أن زعماء الجماعة الاسلامية  زاروا ايران مراراً و انهم على علاقات طيبة معها . و مشيراً الى امكانية تسوية الاختلافات المذهبية و الطائفية بصورة علمية  عبر اللقاءات و المباحثات بين العلماء .