آية الله الاراكي : المساجد المشيّدة على اساس التقوى تربي أشخاصاً مهذبين

آية الله الاراكي : المساجد المشيّدة على اساس التقوى تربي أشخاصاً مهذبين
آية الله الاراكي : المساجد المشيّدة على اساس التقوى تربي أشخاصاً مهذبين

شدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على ان المساجد المشيدة على اساس التقوى تربي أناساً مهذبين منزهين .

في كلمة لسماحته بحفل حاشد أقيم مساء السبت في مسجد الامام الحسن المجتبى (ع) بطهران ، بمناسبة ذكرى مولد كريمة أهل البيت السيدة معصومة بنت الامام موسى بن جعفر (ع) ، أشار آية الله الاراكي الى أن القرآن الكريم يقسّم الاشخاص الى فئتين متضادتين تماماً ، موضحاً : الفئة الاولى هي تلك التي تتحدث عنها سورة النور ، و تمثل الاشخاص الذين تربوا في بيوت يذكر فيها اسم الله تعالى .  لأن الذين يتربون في بيوت مفعمة بذكر الله تعالى ، لا يلهيهم حب الدنيا عن ذكر الله ، و لن  تشغلهم  بهارج الدنيا و مظاهرها عن ذكره تعالى .
 
و تابع سماحته : أما الفئة الثانية فهي التي تقف في الجهة المقابلة للفئة الاولى تماماً ، حيث يتخلى  افرادها تماماص عن ذكر الله ، و ينغمسوا في اللهو و اللعب و الامور التي تلهيهم و تبعدهم عن ذكر الله .

و تلا آية الله الاراكي الآية الشريفة ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ کَأَنَّهَا کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَکَةٍ زَیْتُونِةٍ لَّا شَرْقِیَّةٍ وَلَا غَرْبِیَّةٍ یَکَادُ زَیْتُهَا یُضِیءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَن یَشَاءُ وَیَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ) موضحاً  معنى و مفهوم النور : النور هو الذي يظهر من تلقاء نفسه ، أي أن النور الذي نراه لم يوجده شيء و إنما وجد من تلقاء نفسه . و لهذا فان هذا النور يظهر من تلقاء نفسه ، و الباعث له أمور أخرى ،  و هكذا هو الله جل و علا ، أي هو الظاهر من تلقاء نفسه و الباعث له امور أخرى ايضاً .

و أشار آية الله الاراكي الى الاوصاف التي يطلقها القرآن الكريم على نور السماوات و الارض ، قائلاً : أن هذا النور يوجد في بيوت أذن الله لها أن ترفع ، بيوت يذكر فيها اسم الله ، و لا شك أن المساجد هي أحد هذه البيوت .

و لفت آية الله الاراكي الى أن ذكر الله ليس بالعمل الهين أو السهل ، موضحاً : ليس بوسع  كافة  الافراد بلوغ  مرتبة  الذكر -  ذكر  الله -  لأن القلوب المظلمة لا يأذن لها بالولوج الى وادي ذكر الله .  

و في جانب آخر من كلمته أوضح آية الله الاراكي بأن لنا ثمة روحين ، احدهما الارواح الغافلة و الأخرى الارواح التي تنعم بذكر الله ، مضيفاً : أن بعض الاشخاص محرومين من ذكر الله ، غير انه في المقابل ثمة اشخاص أذن لهم بذكر الله و الذين هم في الغالب من رواد المسجد و امثالهم ، و أن احد آثار و تبعات  التواجد في المساجد  يتجلى في بلوغ الأذن بذكر الله تعالى .

و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى مكانة المسجد في الاسلام موضحاً : المساجد على نوعين ايضاً . مساجد لا يوجد  فيها شيئاً من ذكر الله ، و قد أشار القرآن الكريم الى نموذج من هذه المساجد ألا و هو مسجد ضرار . و مساجد أخرى تتنزل عليها رحمة الله .

و أضاف سماحته  : المساجد التي تتنزل عليها رحمة الله هي المساجد التي تم تشييدها بنوايا صادقة و طاهرة . و لهذا  نرى مراجعنا  يؤكدون  دائماً على أن يكون بناء  المساجد على أيدي الناس ، كي تشيّد على اساس الاخلاص والتقوى .
 
و خلص آية الله الاراكي للقول : أن الاشخاص المهذبين يتواجدون في المساجد التي تشيّد على اساس التقوى . و بعبارة أخرى ، أن احد نتاج هذا النوع من المساجد تربية أشخاص مهذبين .