آية الله آراكي: مجمع التقريب سينتقل من التقريب النظري الى العملي

آية الله آراكي: مجمع التقريب سينتقل من التقريب النظري الى العملي
آية الله آراكي: مجمع التقريب سينتقل من التقريب النظري الى العملي
الصحوة الإسلامية التي يشهدها العالم الإسلامي والتي أفرزت في بعض مناطقها ثورات انقضت على الأنظمة المستبدة واستلم الاسلاميين السلطة فيها مؤشر واضح على ان الامة الاسلامية بدأت تبرز كقوة عالمية .

قال آية الله الشيخ محسن آراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية إن المرحلة القادمة من فعاليات المجمع ستشهد تغييرا كبيرا، موضحا بأن المرحلة القادمة ستبدأ مع انطلاقة مؤتمر الوحدة الإسلامية.

وأشار الشيخ آراكي في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة مضي ٢٢ عاما على تأسيس المجمع إلى أن المرحلة القادمة ستشهد انتقال عمل المجمع من التقريب النظري بين المذاهب الإسلامية إلى التقريب العملي نحو تأسيس الوحدة في الأمة الإسلامية، مؤكدا أن أداء ونشاط المجمع سوف لن يقتصر على جانب ومجال واحد وانما سيشمل كافة المجالات.

واعتبر الشيخ آراكي أن النقلة التي سيشهدها المجمع جاءت لتنسجم مع الظروف التي تمر بها الأمة الاسلامية موضحا، بأن هذه الأمة بدأت تبرز كقوة عالمية أولى والتحولات التي تشهدها البشرية والعالم تحولات تاريخية ومصيرية وأبرز ما يميز هذه التحولات هو ظهور العالم الاسلامي كقوة عالمية أولى. 

وأعتبر الشيخ آراكي أن الصحوة الإسلامية التي يشهدها العالم الإسلامي والتي أفرزت في بعض مناطقها ثورات انقضت على الأنظمة المستبدة واستلم الاسلاميين السلطة فيها مؤشر واضح على هذا التحول التاريخي، ورأى أن أحد أهم الأسس التي تجعل الأمة الاسلامية مؤهلة للوصول الى هذه المكانة هي وجود الوحدة الإسلامية بين أبناء ومجتمعات ودول هذه الأمة .

ونوه الشيخ آراكي إلى أن الطرف الآخر شعر بهذا التحول التاريخي ولذلك فانه يسعى إلى منع الأمة الإسلامية من تحقيق ذلك وشدد على أن الاساءة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك للقرآن الكريم والمقدسات الإسلامية تأتي في هذا الاطار فهذه الاساءات يتم تنفيذها في اطار مخطط تم الاعداد له سلفا.

وشدد ايضا على أن الحروب والصراعات التي تعيشها مناطق متعددة في الأمة الإسلامية تأتي أيضا في هذا الاطار معتبرا أن الحرب التي شنها صدام ضد ايران وكذلك احتلال العراق وافغانستان والازمة السورية الحالية كل هذه الأمور تأتي في اطار منع الأمة الاسلامية من التقدم عبر اثارة الفتن والخلافات والصراعات، وقال إن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية يتحرك في اطار ايجاد الوحدة الإسلامية من أجل أن تتبوأ مكانتها في التحولات العالمية.

وفي ختام كلمته وجه الصحفيون الى الشيخ الاراكي العديد من الأسئلة وفي رده على سؤال وكالة أنباء التقريب (تنا) حول رأيه بشأن دعوة ملك السعودية إلى ضرورة ايجاد مركز للتقريب بين المذاهب الإسلامية رحب الشيخ الاراكي بالدعوة مشيرا إلى أن هذه الدعوة اثبتت صحة وأهمية المشروع الذي سارت عليه الجمهورية الإسلامية لأكثر من عقدين وهو مشروع التقريب، غير أنه لفت إلى أن المهم أن تدعو السعودية إلى التقارب بين المذاهب الإسلامية فهذا المقترح والقرار يبرهن على أن السعودية تسعى إلى تغيير سياستها المذهبية والدينية.

وأوضح الشيخ آراكي بأن تجربة العقود الماضية أثبتت أن السعودية كانت مصدر لانطلاق الخلافات والنعرات الطائفية والمذهبية، لذلك لا يمكن أن نحكم على أن السعودية تخلت عن سياستها ونهجها هذا مجرد الدعوة الى ايجاد هذا المركز وانما ينبغي ترقب ما ستقدم عليه السعودية من تحركات ليمكن تقييم ما اذا كانت الحكومة السعودية صادقة في دعوتها أم لا.

وحول الاساءات التي تبدر من البعض في ايران تجاه المذاهب، قال الشيخ اراكي هناك العديد من القوانين التي شرعت في ايران من أجل معاقبة المسيئين لمقدسات سائر الأديان والمذاهب في ايران، منوها إلى أن المجمع أنشأ دائرة جديدة هي الدائرة البرلمانية ليكون أحد أهداف هذه الدائرة سن القوانين حول التقريب بين المذاهب الإسلامية.

وبخصوص أبرز التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في الوقت الراهن أشار الشيخ آراكي إلى أن ابرز هذه التحديات هو الانقسامات والخلافات التي يثيرها أعداء الاسلام في البلدان الإسلامية معتبرا أن الاساءات للمقدسات الإسلامية تأتي في هذا الاطار.

وبشأن تأجيل مؤتمر علماء الاسلام ودعوة الشيخ القرضاوي إليه أوضح الشيخ اراكي أن الهدف من اقامة هذا المؤتمر هو ايجاد آلية اسلامية لحل مشاكل وقضايا المسلمين والدول الإسلامية في اطار اسلامي دون الحاجة للجوء إلى الدول الغربية وطلب الحل منها لقضايا ومشاكل المسلمين، وأشار إلى الأزمة السورية وتساءل لماذا نلجأ للأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الدولية لحل الأزمة السورية، لماذا لا يكون لدينا نحن المسلمون حل لهذه المشكلة.

وشدد على أن دعوة الشيخ القرضاوي لهذا المؤتمر تأتي في هذا الاطار "لأننا نعتقد أن الشيخ القرضاوي يتمتع بشخصية دينية وفكرية أكبر من السياسة القطرية ولا نريد له أن يحجم نفسه بالسياسة القطرية على الرغمى من احترامنا لسيادة قطر على اراضيها، إلا أنه من الخطأ أن يتحول الشيخ القرضاوي أداة لتنفيذ السياسة القطرية".
تقرير : صالح الحائري

لمشاهدة التقرير المصور انقر هنا