حديث التقريب ..
ذكرى الوعد الصادق
حديث التقريب
ذكرى الوعد الصادق
لقد كشّرت اسرائيل عن أنيابها كاملة وأبدت صلافتها و وحشيتها تمامًا خلال حرب الأيام الثلاثة والثلاثين في تموز عام 2006م.
فقد حشّدت كل قواها وجميع خيلها ورجلها وأجهزت على لبنان لتدمّر وتقتل وتعيث في الأرض الفساد، ظانة أنها بهذا سوف تكسر شوكة المقاومة، وتعزلها عن محيطها الاجتماعي.
لقد فعلت كل ذلك وأبدت كل ما في مخزونها من شرّ وقسوة وفظاظة، لكنها لم تحصد إلا الهزيمة التي أحبطت أسطورة إسرائيل التي لا تُقهر، وأثبتت المقاومة أن فئة قليلة في سلاح غير متكافئ مع سلاح العدوّ قادرة على أن تحقق المعجزات وأن تدحر ذلك الجيش الذي أحاطوه بهالة من الأساطير والتهويلات.
نتذكر رسالة السيد القائد الإمام الخامنئي إلى قادة حزب الله في الأيام الأولى لتلك الحرب على لبنان التي جاء فيها:
(يا إخواني هذه الحرب هي أشبه بحرب الخندق «حرب الأحزاب» وستبلغ القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون، ولكن توكلوا على الله، أنتم منتصرون حتمًا، بل أكثر من ذلك عندما تنتهي هذه الحرب بانتصاركم ستصبحون قوة لا تقف بوجهها قوة).
لقد تحققت بشرى السيد القائد، فالمراقبون المنصفون يجمعون على أن «لموقف حزب الله القتالي وإدارته الناجحة للمعركة في حرب تموز 2006 دورًا أساسيًا ومؤثرًا في تكوين عقيدةِ مقاومةٍ ومواجهة أصبحت مدرسة استعان بها المقاومون داخل كل أطراف محور المقاومة.
لقد طور حزب الله في تلك الحرب ثلاث خطوط قتالية هي: قتال الأنفاق ومناورة إطلاق الصواريخ وسلاح الاتصالات السلكية الذي كان له الدور في حفظ الأمن القتالي من التنصت والمراقبة الالكترونية.
ويرى المراقبون والمحللون الأحرار أن انتصار حزب الله في الحرب المذكورة، كان له دور أساسي في انتصار سوريا أمام الحرب الكونية التي شنت عليها في عشرية النار.
ولا يزال ذلك الانتصار يعطي ثماره في مواجهة العدوّ الاسرائيلي بدءًا من الترسيم البحري إلى ما يحصل اليوم من مقاومة في المخيمات إلى استعادة الأرض في بعض البلدان.
ومن منطلق التقريب بين المذاهب الإسلامية نذكر أخيرًا أن انتصار حزب الله في حرب تموز كان له الأثر الكبير في توحيد الساحة الإسلامية بمختلف مذاهبها، إذ لم يعد أحد يجرؤ على عدم الاعتراف بما حققته المقاومة في تلك الحرب من تصعيد روح العزّة والكرامة والايمان بقدرة المقاومة على تحقيق الأهداف الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية. وإلى عطاء مستمر على هذا الطريق حتى تحقيق النصر النهائي بإذن الله تعالى.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الشؤون الدولية