بيان بمناسبة الاعتداء الصهيوني على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة

بيان بمناسبة الاعتداء الصهيوني على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة
بيان بمناسبة الاعتداء الصهيوني على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة

  بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الظالمين، صريخ المستصرخين، والصلاة والسلام على من أسرى به ربّ العالمين من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعلى عباد الله الصالحين.

العدوان الصهيوني الأخير على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة ليس بأقل من حريق المسجد الأقصى عام 1389هـ/1969م، مع فارق هو أن ذاك الحريق أقدم عليه ـ كما قيل ـ متصهين واحد، وهذا العدوان يجري على يد النظام الصهيوني برمّته من شرطة الصهاينة وجيشهم وحكومتهم.

 إن ذلك الحريق رافقه غضب شعبي ورسمي عمّ أرجاء العالم الإسلامي بأجمعه، وهبّت الجماهير في كل بلاد الإسلام، وتمخّض عن ولادة «منظمة المؤتمر الإسلامي» لتجمع البلدان الإسلامية على صوت واحد ويد واحدة. غير أن الصهاينة عمدوا هذه المرّة إلى عدوانهم على أول القبلتين وثالث الحرمين ظانين أنهم لا يواجهون ما واجهوه في ذلك العدوان.

وينطلق ظنهم هذا مما نفّذوه في العالم الإسلامي خلال العقود الأخيرة من خطط في محاولة لإذلال المسلمين، وإخماد روح العزّة والكرامة في نفوسهم، هذه الخطط التي انطلقت من الحرب النفسية الإعلامية عبر القنوات الصهيونية الناطقة بالعربية وبلغات العالم الإسلامي الأخرى، وتواصلت عبر الحرب الإرهابية التي مارست القتل والتدمير باسم الدين، وعبر الغارات العسكرية باسم مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وعبر تدمير غزّة وسوريا واليمن والعراق، وعبر إثارة موجة النزاعات الطائفية والقومية.

ظنهم هذا ينطلق من حسابات ماديّة ثبت فشلها باستمرار، فبعد معاهدة الذل الأولى مع الصهاينة انفجر نور الثورة الإسلامية في إيران، وبعد ممارسات الغطرسة الصهيونية في لبنان وفلسطين انطلقت فصائل المقاومة الإسلامية في البلدين، وبعد تدنيس شارون للمسجد الأقصى انبثقت الانتفاضة الفلسطينية المباركة.

فماذا سيرى الصهاينة بعد هذا العدوان الأخير؟! نعم، إن الظروف التي تعيشها أمتنا في غاية التعقيد، لكن هذا لا يعني أنها ستقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاستهانة بعزّتها وكرامتها، ستتخذ الموقف الذي يتناسب مع ضخامة الجريمة، وعلى مستوى ما اكتسبته من تجارب نضالية في العقود الأخيرة، وستكون ردّة فعلها بإذن الله محسوبة مدروسة وتشكل بداية الانهيار التام للكيان الصهيوني، وبداية توجه جديد للعالم الإسلامي نحو الوحدة والتضامن وإزالة عوامل الإذلال والتبعية والانصياع لقوى الهيمنة العالمية والتواطؤ مع العدوّ الصهيوني  ( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا، وَنَرَاهُ قَرِيبًا ) ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
                                                                                         محسن الأراكي
   ألامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية