اية الله الاراكي يرفض اتهام ايران ومجمع التقريب بنشر المذهب الشيعي

اية الله الاراكي يرفض اتهام ايران ومجمع التقريب بنشر المذهب الشيعي
في حواره مع الميادين اية الله الاراكي يرفض اتهام ايران ومجمع التقريب بنشر المذهب الشيعي

في حوار مطول مع قناة الميادين نلخص ما جاء من مواقف مهمة وصريحة لامين عام مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية حول اهم مستجدات العالم الاسلامي خاصة ما يهم موضوع التقارب بين المسلمين وضرورة التوحد والعقبات التي تواجه مشروع التقريب .

بداية كانت حول موضوع المؤتمر الذي عقده الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة والذي خصص حول فلسطين قال سماحة الشيخ محسن الاراكي ان سبب انتخاب هذا الموضوع من قبل العلماء هو اثبات ان هذه القضية المركزية لم تعب عن ضمير الامة الاسلامية وان حاول الاعداء تهميشها وتغيبها عن توجهات الامة العربية والاسلامية .

وهل ان مشروع التقريب فشل عن تحقيق اهدافه اوضح اية الله الاراكي ان حرب الاستكبار على الاسلام يختلف في صيغه وسبله عما كان سابقا ، حيث كانت الحرب في الماضي علانية ذو جبهتين مميزة بين الاسلام واعدائه مثل حرب الـ67 والحروب المشابه لها حيث كانت الامة الاسلامية بكل طوائفها وتوجهاتها في خندق واحد والعدو المستكبر الغربي في الخندق المقابل .

واوضح سماحته ان هدف العدو من كل تلك الحروب هو القضاء على الهوية الاسلامية وليس على جسد الامة ولهذا شعر بالخوف والخيبة امام تكاتف وتعاضد المسلمين في تلك الحروب وان استمرار هذه الظروف سيؤثر سلبا على مستقبل هذه الحروب واهدافها الناعمة اي تفريغ الامة الاسلامية من محتواها الديني والقيمي والحضاري .

ولتحقيق هذا الهدف ، والكلام لاية الله الاراكي ، اسس الاستعمار الغربي امبراطوريات اعلامية استهدفت ثقافة وهوية الامة الاسلامية من خلال برامج ومشاريع ثقافية مختلفة اهمها اثارة الخلافات المذهبية والقومية .

واكد سماحة الامين العام ان من اهم اثارة الخلافات هم ان لا تتوحد الامة حول موقف واحد تجاه قضاياها المصيرية ومبادئها العقيدية .
وعن الاسباب الداخلية التي تشدد الخلافات بين الطوائف والمذاهب ، اضافة الى مؤامرات الاعداء ، اقر سماحته بوجود عقلية متخلفة وجاهلة للبعض تشدد الخلافات بين المسلمين ولكنه اكد ان المشتركات التي تجمع المسلمين هي اكثر بكثير مما تجمع سائر الشعوب خاصة الشعوب الاوروبية التي اجتمعت تحت راية الاتحاد الاوروبي بعد عقود من الحروب الدامية ، مشيرا الى ان العدو الخارجي استغل الخلافات الهامشية بين المسلمين متهما النخب الفكرية والعلامائية والاعلامية بالقصور امام ازمة الخلافات المذهبية وعدم ادراتها بالشكل الصحيح وتحجميها وتهميشها لكي لا يستغلها العدو ويحول الخلاف المذهبي الى صراع سياسي .

وحول اتهام ايران بالتدخل في الشؤون العربية ودعمها لجهات وحركات على اساس طائفي وقيامها بتحريض مذهبي في تلك الدول ، استغرب اية الله الاراكي لهذه الاتهامات مع وجود تدخل عسكري سافر لبعض الدول العربية في شؤون دول عربية اخرى رافضا لان يكون هناك اي دليل على تدخل ايراني عسكري وحتى اعلامي في هذه الدول خاصة في البحرين واليمن .

واكد الامين العام لمجمع التقريب ان سياسة الجمهورية الاسلامية هو الدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة التي تطالب بالاعتراف بحقوقها المضيعة والغاء التمييز الطائفي والطبقي وفتح المجال لهذه الشعوب ومنها الشعب البحريني ليقول كلمته وينال حقوقه المشروعة دون المساس بنظام الحكم القائم هناك .

ورفض الشيخ الاراكي بان يكون دعم ايران ودفاعها عن الشعوب على اساس طائفي ومذهبي اي انها تدافع فقط عن الطائفة الشيعية ، متهما كثير من الدول العربية التي تتهم ايران بالتدخل في شؤونها واثارة الازمات هناك بانها متحالفة مع الاعلام الغربي وتابعة لاملاءات الغرب الذي اتخذ ومنذ انتصار الثورة الاسلامية موقفا معاديا للجمهورية الاسلامية الفتية لكي لا تتحول هذه الجمهورية الى انموذج يحتذى به في العالم الاسلامي .

و سأل سماحته عن مسقبل مشروع التقريب والى اي مدى يؤثر البعد السياسي على هذا المشروع ؟ اجاب سماجة الامين العام لمجمع التقريب ان للصعيد السياسي تأثير سلبي وايجابي في نفس الوقت على مشروع التقريب . فاصحاب القرار السياسي يمكن لهم ان يدعموا مشروع التقريب ويساعدوا على ترسيخ هذه الثقافة التي ستدعم بدورها الامن والاستقرار لذلك البلد وهو في النهاية سيصب لصالح ذلك الحكم .

ومن ثم اشار ان الى الدور السلبي الذي يمكن ان يلعبه السياسي في مجال التقريب اي ان يتصدى الى هذا المشروع ويحول دون تحقيقه وهو بذلك سيساعد على تشديد الخلافات والنزاعات ولربما الحروب بمثل ما تشهده اليوم بعض بلداننا الاسلامية .

وحول اتهام البعض بان مجمع التقريب يهدف الى دمج المذاهب في مذهب واحد او ان مشروع التقريب هو للتغطية على التبشير للمذهب الشيعي في البلاد السنية رفض اية الله الاراكي رفضا باتا هذه الاتهامات موضحا ان الهدف الاساسي للتقريب هو ايجاد تقارب ووئام وتفاهم بين اتباع المذاهب الاسلامية معربا عن استعداد المجمع ليكون الازهر الشريف هو حامل راية التقريب ويبشر للمذهب الذي يتبعه "وسوف نسير خلفه" ، رافضا ادعاءات شيخ الازهر حول مساعي ايران في التبشير للمذهب الشيعي طالبا منه اثبات ذلك ولو بنموذج واحد .

واوضح سماحة الامين العام ان احدى الاسس التي يرتكز عليها المجمع هو دعوة العلماء للاجتماع والاتحاد على اساس المشتركات العقائدية والفقهية بين المذاهب الاسلامية ، مشیرا الى التعايش السلمي التي عاشها اتباع المذاهب الاسلامية في المنطقة ولمدة عقود حتى داخل مؤسساته التعليمية دون اي خلاف او نزاع مذهبي .

ولفت سماحته الى تأسيس جامعة المذاهب الاسلامية في طهران حيث يدرس فيه الطلبة من جميع المذاهب وتدرس فيها عقائد هذه المذاهب في اجواء من الاخوة والوئام والتعاون .

وعن حرية نشاط اهل السنة في ايران قال اية الله الاراكي بكل حزم ان المراكز الدينية السنية في ايران هي اكثر من المراكز السنية في الدول الخليجية وتتمتع بحرية اكثر من غيرها في باكستان ومصر وكثير من الدول الاسلامية وان الحرية التي يتمتع بها علماء السنة في ايران هي اكثر بكثير من الحرية التي يتمتع بها علماء السنة في الدول الخليجية وحتى مصر .  

وفي مجال الاساءة الى مقدسات اهل السنة وامهات المؤمنين والصحابة اوضح اية الله الاراكي الى ان جميع المرجعيات الدينية الشيعية في ايران والعراق وعلى رأسهم قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي اصدرت فتاوي حرّمت فيها الاساءة الى مقدسات سائر المذاهب وكذلك الصحابة وامهات المؤمنين .

واعرب الامين العام عن استغرابه بقيام الازهر بمنع الفضائيات الدينية بنشر هذه الفتاوي التي تحكم التقارب والوئام بين المسلمين مشيرا الى ان الازهر اعلن بعد ان نشرت هذه الفتاوي وبواسطة كثير من الوسائل الاعلامية الايرانية وغير الايرانية انه غیر مطلع على هذه الفتاوي .

مع كل ذلك اعرب الشيخ الاراكي عن احترامه الخاص لمشيخة الازهر على اساس انها محور ومرجعية كل المسلمين ودعا الى ان تحافظ على مكانتها الدينية والشعبية وان تكون مرجع لحل مشاكل المسلمين ، مشيرا الى وجود ايادي عابثة تريد ان تحجم مرجعية الازهر ودوره في العالم الاسلامي وتريد ان تسيس هذا المركز المهم .

وعن الفضائيات الفتنوية الشيعية والسنية وداعميها ومموليها ، اتهم الامين العام لمجمع التقريب بعض الجهات العربية وبعض الدول الخليجية وبعض اجهزة الاستخبارات الاجنبية بدعم وتمويل هذه الفضائيات حتى الشيعية منها لتشديد الاحتقان الطائفي في المنطقة مؤكدا وجود وثائق تثبت ذلك .   

واعرب سماحته عن رغبته بالعلاقة والتواصل مع علماء السعودية مرحبا بكل خطوة تبادر بها السعودية لترسيخ التقارب بين المذاهب الاسلامية .