عضو مجلس خبراء القيادة :

الصراعات العقائدية تهيئ أرضية الصراعات السياسية وغيرها من الاختلافات في المجتمع

الصراعات العقائدية تهيئ أرضية الصراعات السياسية وغيرها من الاختلافات في المجتمع

اعتبر عضو مجلس خبراء القيادة "آیة الله السید علي الحسیني الاشکوري"، ان "الاختلافات والصراعات الدينية والعقائدية تهيئ أرضية للصراعات السياسية وغيرها من الاختلافات في المجتمع وتتسبب في تشتت المجتمع وزعزعة التناغم في البيئة الاجتماعيةالتي عادة ما يستغلها الساعون للمصلحة الخاصة ومن تتعارض مصالحهم مع تلاحم الناس".


جاء ذلك في كلمة اية الله الاشكوري خلال الاجتماع الافتراضي الذي يعقد اليوم ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، بدءا من 28 سبتمبر لغاية 3 اكتوبر 2023 في طهران؛ برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.

وافادت "تنـــا" ان نص كلمة عضور مجلس خبراء القيادة بهذه المناسبة جاءت كما يلي :

بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد الله رب العالمین و صلی الله علی محمد و آله الطیبین الطاهرین
إن مناقشة التقارب بين المذاهب الإسلامية وكذلك التقارب بين مجمع الموحدين في العالم  وكذلك التقارب بين الأفكار المشتركة للبشرية جمعاء  من أهم المهام التي أكد عليها اصحاب البر والمؤمنون  في المجتمع الديني والمجتمع البشري. وهو أمل ورغبة الكثير من المثقفين ، لأن هذه الاختلافات والصراعات الدينية والعقائدية تهيئ أرضية للصراعات السياسية وغيرها من الاختلافات في المجتمع وتتسبب في تشتت المجتمع وزعزعة التناغم في البيئة الاجتماعيةالتي عادة ما يستغلها الساعون للمصلحة الخاصة ومن تتعارض مصالحهم مع تلاحم الناس ويستفيدون من هذا الاختلاف ولهم منافع مادية وهؤلاء معاييرهم في الحياة لا الدين ولا الدفاع عن القيم ولا يولون أي  قيمة لحقوق الإنسان حسناً ، عبر التاريخ قبل الثورة أو منذ بداية الإسلام. الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) نفسه كان ضد من أراد خلق الفرقة والتغلغل وزرع النفاق بين المسلمين حيث استطاع الرسول الكريم عن طريق فطنته والتسديد الإلهي بان يفضح مخططات هؤلاء المنافقين ويفشي سرهم في العلن، حسنًا لقد سمعتم مرات عديدة عن مسجد ضرار حيث كان يستخدم هؤلاء المنافقون دائمًا الأدوات المناسبة والعصرية كأساليب لزرع الفتنة و النفاق بين الناس، على سبيل المثال ادوات دينية وقومية وأحيانا لغوية وكل وسيلة تصلح لعملهم، حسناً حسب الآية الكريمة من سورة البراءة بخصوص مسجد ضرار الذي تم بناؤه تحت غطاء مركز لنشر الدين واقامة الصلاة، لكنه في الواقع انشئ لبث الباطل وإيذاء الناس مقابل المسجد الذي يمتلىء بالرحمة والبركة والوحدة والعطف والدعوة الى الانسانية ثم عن طريق الوحي الإلهي ، فإن مواجهة بعض هذه الرموز مكلفة أيضا ، ولعل هذا هو سبب نزول الآية لتحطيم هذه القاعدة (مسجد ضرار)  وسحقها لأن هذا المسجد باسم الله والنبي وتحت راية التوحيد لنشر التعاليم الكاذبة لذلك جاءت الارادة الالهية بنفسها لتدميرهذا المسجد وجمع هذا النفاق الذي ينشره هذا المسجد. حسنًا حتى في زمن الائمة الاطهار عليهم السلام  كان هناك من يريد أن يصطاد في الماء العكر حيث حاول المنافقين وآخرين  أن يُسؤوا إلى القراءات الدينية والعقائدية المختلفة لكن كان هناك شيوخ عظماء متدينين وأعين حاولوا منعهم وكانوا دائما  يدعمون وحدة الأمة الإسلامية  وتجنبوا الخلافات واليوم هناك أمر غريب أن بعض النقاط تتبادر إلى ذهني والتي على سبيل المثال أريد أن أعرضها في هذا الاجتماع.
إنها في رواية جاءت عن الإمام السجاد (ع) أنه فيما يتعلق بالجهاد والقتال تحت راية الاسلام التي يترأسها حكام ليس لهم شرعية  كون الاسلام حرم نصرة الطاغوت ومن ليس على حق، وأدان من ينصر هؤلاء، لكن عندما سألوا الامام عن نصرة هؤلاء ضد الكفار، قال [ من لم يدافع عن هؤلاء فإنه يعمل على تدمير الاسلام وفنائه وتدمير المسلمين وكل ما أنجزه الرسول الكريم (ص)]. يفهم من هذا الحديث أولوية الحفاظ على جوهر الإسلام والحفاظ على جوهر المجتمع البشري والحفاظ على جوهر التوحيد وقد تم التأكيد على جوهر التوحيد ، كما أنه يجب علينا الاستمرار بنفس الطريقة في زمن غياب الامام المعصوم، مؤكدين على وحدة الصف وهذا الدور نفسه هو دور التوحيد بالطبع.
 معنى الوحدة هنا لا يعني أننا نتخلى عن معتقداتنا وثوابتنا ولكن من أجل الحفاظ على جوهر وهوية الإسلام وهوية الدين والتوحيد والدفاع عن الإنسانية، فإننا مكلفون بالالتزام بنفس المبادئ والدفاع عنها حتى نصل إلى الثورة الاسلامية بقيادة الامام الراحل الخميني (رض) ونستلم ادارة المجتمع وقيادته ونستمر بهذه الثورة بقيادة الامام الخامنئي.
وقد أكدت كل هذه الشخصيات المرموقة ضرورة الحفاظ على الوحدة، وبذلت جهودا كبيرة من خلال تعلياتهم وخدمات من قبل المحسنين والعلماء مثل الراحل "آية الله الشيخ محمد علي التسخيري" في المجمع العالمي الاسلامي أو مجمع تقريب المذاهب الاسلامية، وكذلك خلال العلاقات والرحلات المختلفة التي يقوم بها الشخصيات الرائدة في ارجاء البلاد والبلدان الأخرى والشخصيات الإسلامية والإنسانية التي أتت من دول أخرى إلى الجمهورية الإسلامية الايرانية للعمل في هذا المجال، المهم هو هذا التقارب والتقرب من بعضنا البعض فهذه مسألة مهمة للغاية لأنه عندما يكون الناس بعيدين عن بعضهم البعض  فإنهم لا يتلقون أفكار بعضهم بشكل صحيح وبعض الاحيان بسبب سوء الفهم أو النوايا السيئة  فمن الممكن للناس أن يصلوا الى انطباعات خاطئة تسبب الفتنة والشجار  وهذا التقارب والتعايش السلمي والحوار الجيد والنقاش وإثارة القضايا بهدوء وبعيدة عن التعصب مهمة للغاية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته