في لقاءه وفد جامعي واكاديمي من تركيا :
الشيخ شهرياري : ظروف الامة مهيئة لتأسيس "إتحاد العالم الاسلامي" على غرار "الاتحاد الاوروبي"
اكد الدكترو الشيخ شهرياري ، الامين العام للمجمع العالمي للتقريب ، ان الظروف التي تمر بها الامة الاسلامية مهيئة لتأسيس "إتحاد العالم الاسلامي" اكثر مما كانت عليه اوروبا قبل تأسيسها للاتحاد الاوروبي .
جاءت هذه التصريحات خلال زيارة قام بها عدد من المفكرين والجامعيين من تركيا ، للامين العام لمجمع التقريب الدكتور الشيخ حميد شهرياري ، شرح خلالها مفهوم الامة الاسلامية الواحدة وضرورة تأسيس "إتحاد العالم الاسلامي " .
واكد الشيخ شهرياري ان تأسيس اتحاد العالم الاسلامي يتطلب منا الالتزام بعدة شروط منها : تجنب التفرقة والاحتقان الطائفي والتعاون بين الدول الاسلامية واتخاذ مواقف موحدة بينهم والتأكيد على العقلانية في جميع الممارسات والمواقف .
ويرى الامين العام لمجمع التقريب ان من ضروريات تحقيق رؤية الامة الاسلامية الموحدة هو نبذ تكفير الاخر واجتناب النزاع والاقتتال بين المسلمين وايجاد التآلف والمحبة بينهم ومواجهة العدو الحقيقي الذي شهر سلاحه ضد الامة ، موضحا ان المقصود من العدو ليس الكافر او المسيحي واليهودي .
وحول مفهوم الجهاد في الاسلام قال الشيخ شهرياري ان المقصود من الجهاد عو الدفاع عن الاسلام وكيان الامة الاسلامية ، مشيرا الى ان كل الغزوات التي خاضها الرسول (ص) كانت دفاعية وليست هجومية .
ولفت الى ان الدول الاسلامية تحتوي على طاقات سياسية وعلمية ووثروات هائلة تؤهلها لتشكل كيان موحد ومقتدر مضيفاً "اذا اتحدت كل من ايران وتركيا والسعودية ، ستتحول الى قوة اسلامية عظمى تتحدى الاستكبار العالمي".
ويرى الدكتور الشيخ شهرياري ان من الشروط اللازمة لتحقيق مشروع "اتحاد الدول الاسلامية" اعادة النظر في القضايا الاخلاقية والثقافية وترشيخ الالتزام بالقيم الدينية وايجاد اصلاحات اقتصادية بهدف تعميم العدالة على مستوى العالم الاسلامي ، مؤكدا ان تحقيق هذا المشروع سهل الوصول اذا توحدت العزائم ، مستدلا بما انجزته الدول الاوروبية بتأسيسها للاتحاد الاوروبي وذلك بعد الحرب العالمية الثانية التي حصلت بينهم وحصدت ما يقارب ۸۰ مليون انسان من بين هذه الدول ، بينما لم تحصل مثل هذه الحروب المدمرة بين المسلمين ، ولهذا فظروفهم مؤهلة اكثر من الغرب لتأسيس هكذا اتحاد .
واشار الامين العام لمجمع التقريب الى وجود رؤيتين حول شكل ومستوى الاتحاد بين الدول الاسلامية ، فهناك من يحدد التعاون فقد على الصعيد الاقتصادي والثقافي ولكن البعض يؤكد على ضرورة اتساع رقعة التعاون ليشمل السياسي والاقتصادي والديني ، مؤكدا ان الهدف من الاتحاد لا يعني الغاء الحدود الجغرافية وانما ايجاد تفاهمات واتفاقيات مشتركة في كافة المجالات ، ومنها تأسيس برلمان مشترك وايجاد قوانين وقرارات موحدة بين الدول الاسلامية .
واوضح الشيخ شهرياري الى ان الدين ليس عاملا للتفرقة والنزاع بل السياسي هو من يستخدم اداة الدين لاهداف واغراض سياسية للوصول الى السلطة ، مشددا ان العدو المشترك للامة الاسلامية اليوم هو الاستكبار العالمي الذي يسعى الى اثارة الخلافات والحروب بين المسلمين .
ويرى الامين العام لمجمع التقريب الى ان التعدية الثقافية والدينية والمذهبية تعتبر من القيم الانسانية لتحقيق التعارف والتعايش السلمي ، وليس من حق الاغلبية في اي بلد فرض رؤيته على الاقلية ، لان انتخاب اي معتقد لا يأتي عن طريق الاجبار والفرض .
ومن ثم اشار الى الكيان الصهيوني بانها جرثومة زرعت في قلب العالم الاسلامي وان التحدي والمواجهة ستستمر الى ان يتم اقتلاع جذور هيمنة الاستكبار العالمي عن العالم الاسلامي .