في مقابلة مع التلفزيون الايراني
الدكتورشهرياري يوضح الهدف المثالي للامة الاسلامية
أشار الدكتور حميد شهرياري أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى رؤية طرحها الامام الخميني (قدس سره) تحت عنوان "اتحاد المسلمين" ، منوها الى انها فكرة مثالية لنا كمسلمين .
وأوضح الدكتور شهرياري في مقابلة مع التلفزيون الايراني مساء الخميس ان هذه الرؤية عباره عن كتابة دستورعام غير الدساتير المحلية للدول الاسلامية تلتزم بها هذه الدول ، ثم يبنى على أساسه مجلسا تابعا للدول الاسلامية حيث يتم فيه المصادقة على قوانين تقودنا الى الحضارة الاسلامية الحديثة في النظام العالمي المعاصر.
وأضاف ان التطبيق العملي لهذه الرؤية تواجه تحديين أساسيين هما : اولا ان الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبدعم اللوبي الصهيوني له، حاول جاهدا خلال القرنين الأخيرين تفتيت العالم الشرقي كشبه قارة الهند حيث حوَلها الى الهند وباكستان وبنغلاديس وكشمير او محاولات داعش الذي سعى الى تجزئة العراق الى ثلاث دول كردية وسنية وشيعية.
وصرح الدكتور شهرياري أن مشروع التجزئة لازال مستمرا وان الاستكبار العالمي تابع مشروعه هذا خلال القرنين الأخيرين وكسب في هذا المجال نجاحا كبيرا ،مضيفا ان الاستكبار العالمي حينما أراد ترك بعض المناطق، زرع فيها نزاعات قومية ومذهبيه كي يتسنى له متابعة مصالحه وتحققها فيما بعد عبر هذه النزاعات.
وأكد الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية على ان التحدي الثاني أمام تحقيق الوحدة هو ذلك الفكر الليبرالي الذي يروج للسكولارية، قائلا: ان الاستكبار يتابع هذا المشروع في كافة الدول الاسلامية لتفريغها من محتواها والتزاماتها.
وتابع شهرياري ان أعداء الامة يسعون لتغيير قيم الشباب وهوياتهم الثقافية والوطنية عبر وسائط التواصل الاجتماعي . في بلدنا ايران يحاول الأعداء تغيير الطابع الايراني والاسلامي في أوساط الشباب وتحويلهم الى عناصر تهوي قلوبهم الى الغرب. أعداء الامة يهدفون من وراء ذلك تحقيق أهدافهم عبر زرع التفرق في المجتمعات الاسلامية.
وفي اشارة منه الى مبادرة الامام الخميني (قدس سره) لتسمية اسبوع الوحدة ، قال ان أتباع جميع المذاهب الاسلامية من السنة الى الشيعة و سائر المدارس الاسلامية استقبلوا هذه الرؤية بحفاوة .
وفي نفس السياق أشار الدكتور شهرياري الى أهمية الوحدة ومفهومها قائلا: ان مفهوم الوحدة هو ان يقوم العالم الاسلامي بنبذ الفرقة والنزاع وأن يحول دون وقوع كوارث اجتماعية.
وحول انعقاد المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية في طهران قال ان موضوع هذا المؤتمر هو "الاتحاد الاسلامي، احلال السلام و نبذ الفرقة والنزاع في العالم الاسلامي" مؤكدا على ان مؤتمر هذا العام ركز على الآليات العملية للحيلولة دون وقوع الحروب والاغتيالات والتكفير وتحقير مقدسات المذاهب ، "هذه الفجائع التي نواجهها ومع الأسف في العالم الاسلامي".
وأضاف ان 200 شخصية من العلماء والمفكرين من خارج ايران و 100 شخصية من داخل ايران شاركوا في هذا المؤتمر حضوريا وافتراضيا (عبر المجال الافتراضي) وقدموا كلماتهم في مجال تحقيق الوحدة الاسلامية .
وأعرب عن أسفه لبعض علماء الدين المرتزقة للحكام والذين ينفذون نوايا الاستكبار العالمي، مضيفا ان الهدف السامي للمؤتمر هو أن يجتمع العلماء التقريبيون والوحدويون لأجل تبادل وجهات النظر .
وتابع ان كلمة هؤلاء العلماء التقريبيون واحدة وهي ان القرآن يدعو الى الوحدة واجتناب الفرقة والنزاع . جميع هؤلاء العلماء والمفكرين يؤكدون على ان الوحدة أمر واجب واستراتيجي وليس موقتا وتكتيكيا. الجميع يرى من الضروري ان لا يؤدي الاختلاف الى النزاع والعراك. المهم هو ان وجوه الاشتراك كثيرة. الهنا واحد وقرآننا واحد ولدينا سنة واحدة واسرة واحدة لأهل البيت، نتوجه ونصلي نحو قبلة واحدة و... كل هذه الامور تعد من المباديء الواسعة التي تمكن المفكرين والعلماء مداولة الحوارعلى اساسها .
من جهة اخرى قال الدكتور شهرياري ان الغرب الناهب لثروات الامة يرعى ثلاثة مشاريع ضد العالم الاسلامي اولها الاسلاموفوبيا حيث يحاول ان يظهر الاسلام على انه دين عنيف ومن خلال هذا استطاع انتاج داعش . ارتدى داعش نقاب الاسلام كي يظهره على انه دين عنيف والحال ان الاسلام دين رحمة ونبيه نبي الرحمة.
المشروع الثاني حسب تعبير شهرياري هو اتهام ايران بترويج الشيعة قائلا: بعد انتصار ايران في الحرب مع صدام ، توجهت أفكار العراقيين الى الثورة الاسلامية في ايران وامتد هذا التوجه الى باكستان وأفغانستان ولكن بما ان هذا التوجه تم بدعم ايراني، وجَه أعداء الامة اتهاما لايران بأنها تحاول توسيع المد الشيعي وذلك لأجل زرع التفرقة بين الشيعة والسنة والحال ان التمدد الشيعي ليس من استراتيجية الجمهورية الاسلامية.
وعن المشروع الثالث أوضح ان الاستكبار العالمي يهدف الى توجيه تهمة ايرنة دول الجوار للجمهورية الاسلامية والحال ان المشروع الاساسي هو ان دول الاستكبار هي التي تريد نهب ثروات هذه الدول ولذلك علينا ان نكون يقظين في تعامنا معها ونؤكد على انه لاتوجد محاولات للتمدد الشيعي في أوساط اهل السنة وايران لاتفكر في استغلال الدول قط.
وختم الدكتور شهرياري حديثه بالاشارة الى بدء مشروعين أعمالهما خلال انعقاد المؤتمر السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية الأول هو مشروع "سعيد" ، أي توحيد شبكة العالم الاسلامي والمشروع الثاني "آي محسن" وهو عبارة عن برنامج لتوسيع نطاق الفكر الاسلامي وتقديم الخدمات للمسلمين.