آية الله الاراكي : وعد الله بتحقق المجتمع الواحد أمر حتمي

آية الله الاراكي : وعد الله بتحقق المجتمع الواحد أمر حتمي
آية الله الاراكي : وعد الله بتحقق المجتمع الواحد أمر حتمي

في تجمع ديني حافل عقد في مسجد الامام الحسين (ع) بمدينة اراك بمناسبة ذكرى وفاة الامام محمد الباقر (ع)، ألقى آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، كلمة أشار فيها الى أن الانسان خليفة الله ليس في الاراض فحسب و إنما في جميع عالم الوجود ، موضحاً : أن خلافة الانسان لا تقتصر على الكرة الارضية ، بل تشمل عالم الوجود بأسره ، و ان الكرة الارضية ليست سوى قاعدة و مركز لخلافة البشرية .

و لفت آية الله الاراكي الى قول الله تعالى في القرآن الكريم بأن الانسان خليفة الله ، مضيفاً : الخليفة يعني الذي ينوب عنه . و أن خليفة الشخص يعني الذي مخول باداء ما يقوم به  هذا الشخص . و لهذا فان خليفة الشخص  يمتلك القدرة و الصلاحيات التي يتمتع بها هذا الشخص .

و تابع سماحته : لقد خلق الانسان لأداء العمل الرباني ، و ان اولى اعمال الله تعالى القيام بالقسط ، أي اقامة العدل في كافة انحاء عالم الوجود ، و ادارة عالم الوجود وفقاً لميزان القسط و العدل .

و أضاف آية الله الاراكي : أن خلافة الله على نوعين ، أو بعبارة أخرى ، الخلافة الالهية  ذو مرحلتين . المرحلة الاولى تتمثل في ان الله تعالى يخلق خليفة له ، بأن كل افعال هذا الخليفة تكون الهية ، أي كل ما يقوم به يتطابق تماماً مع ارادة الله . و أن الانبياء و الائمة الاطهار (ع) كانوا أناساً من هذا النوع ، أي انهم  نالوا مقام الخلافة الالهية نظراً لان ارادتهم و غضبهم و مودتهم و ميولهم كانت الهية تماماً .

و مضى سماحته يقول : المرحلة الثانية هي ان ثمة مسؤولية بالنسبة للفرد الذي يكون خليفة الله ، و هي أن يعمل على بناء مجتمع خلفائي رباني  تصبح فيه توجهات و تطلعات أفراده ، سواء الحب و الكراهية  و الغضب و المودة ، كلها الهية ، و مثل هذا المجتمع هو ما ينشده الاسلام و يسعى اليه .

و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن وعد الله - الذي نصّ عليه القرآن الكريم -  بإقامة هذا المجتمع  أمر حتمي ، و الذي يعدّ تجسيداً للخلافة الجمعية .

و أوضح  آية الله الاراكي : أن المجتمع الواحد هو المجتمع الذي تكون ميلوله واحدة ، و لديه توجهات منسجمة إزاء ما  يريد و يحب و يكره .

و تابع سماحته : إذا ما قام احد افراد المجتمع الواحد بتصرف  مرفوض فأن المجتمع سوف يتصدى له ، و لكن اذا ما تساهل هذا المجتمع و استسلم أمام هذا التصرف و السلوك المرفوض و المشين ، فسوف يتضرر هذا المجتمع و يساء الى هويته الجمعية . كذلك اذا ما اقدم احد افراد المجتمع الواحد على سلوك مرفوض و لم يعترض عليه احد ، فأن كل هذا المجتمع يعتبر مسؤولاً إزاء هذا التصرف المسيء .

و أضاف آية الله الاراكي : اذا ما بلغ المجتمع مرحلة اضحت فيه ميوله و توجهاته الهية ، بأن يعمل بما يريده الله و يجتنب ما نهى عنه ، سوف يكون  العالم  رهن  ارادة هذا المجتمع  و قيادته ، و سوف تزهو  له الارض و السماء .

 و خلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول : أن الاديان السماوية و الانبياء و الائمة الاطهار ، قد جاءوا  لتربية و بناء مثل هذا المجتمع .