آية الله الاراكي : نمط الحياة احد أبرز محاور اجتماع كلمة المسلمين

آية الله الاراكي : نمط الحياة احد أبرز محاور اجتماع كلمة المسلمين
آية الله الاراكي : نمط الحياة احد أبرز محاور اجتماع كلمة المسلمين

أكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، أن صيانة الوحدة يعد بمثابة واجباً إلهياً ، مشدداً على ان الحفاظ على الوحدة ليس مجرد واجباً فحسب ، و إنما من اهم الواجبات .

أفاد ذلك مراسل وكالة أنباء التقريب (تنا) ، مشيراً الى أن آية الله الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، شارك في الندوة العلمية التي عقدت صباح اليوم الاحد بمدينة مشهد المقدسة تحت عنوان " نمط الحياة ، التناغم و الانسجام " ، حيث ألقى كلمة أشار فيها الى أن نمط الحياة يعد أحد أهم محاور جمع كلمة المسلمين ، لافتاً الى أن معظم الخلافات الموجود بين المذاهب الاسلامية تتمحور في الغالب حول القضايا الفقهية الهامشية ، أما بالنسبة للمسائل الفقهية الرئيسية فلا يوجد  هناك أي اختلاف بشأنها . 
 
و اضاف آية الله الاراكي : لو عملت المذاهب الاسلامية و فقهاء الاسلام و مفكرو العالم الاسلامي، على تنسيق و انسجام توجهاتهم الفكرية ،  و عملوا على تنقيح و تهذيب  النموذج الاسلامي لإدارة المجتمع ، سوف يتضح  بأنه لا يوجد أي اختلاف بين المذاهب الاسلامية  بالنسبة لنمط الحياة و نموذج النظام الاسلامي ، و أن بوسعنا تقديم  نموذج واحد  للمجتمع الاسلامي متفق عليه بين جميع المذاهب الاسلامية .
 
و لفت آية الله الاراكي الى نمط الحياة و المعيشة من وجهة نظر القرآن الكريم و العترة الطاهرة ، موضحاً : لابد من تمهيد الارضية  للبحث حول نمط الحياة و المعيشة ، أي ينبغي اولاً توضيح و تنقيح ارضية البحث.
 
و تابع سماحته : ثمة اشارة في القرآن الكريم الى أن هناك نمطين من الحياة متناقضين و متضادين ، الاول الحياة التي عبّر عنها القرآن بحياة الذاكرين ، و الثاني حياة الغفلة التي ذكرت بحياة الغافلين .

و في معرض اشارته الى الآية 179 من سورة الاعراف ، حيث يقول عزّ من قائل : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)، أوضح آية الله الاراكي : أن هذه الآية تشير الى نموذج من نمط حياة الغافلين .

و أشار سماحته الى الآية 205 من سورة الاعراف : (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ)، قائلاً : أما هذه الآية فهي تشير الى نموذج من حياة الذاكرين ، الذي يعد الرسول الاكرم (ص) المصداق الكامل لها ، لان حياة نبي الاسلام الكريم حياة ذكر .

و يذكر آية الله الاراكي ،أن القرآن الكريم ينعت حياة الغفلة بحياة الانعام ، مضيفاً : أن حياة الانسان على خمس مراحل ، المرحلة الاولى الحياة النباتية التي تمتاز  بالتغذية و النمو . و المرحلة الثانية  الحياة الحيوانية التي  تعتبر  مرحلة الاحساس و اللذة ، و أن القرىن الكريم يعبر عن الحياة الناتية و الحيوانية بحياة الاكل و التمتع . إذ أن هناك آيات كثير تنعتها بحياة الأكل و التمتع .

و أضاف سماحته : المرحلة الثالثة هي الموجودة  لحياة الانسان ، حيث تتجلى انسانية الانسان في هذه المرحلة و هي مرحلة  الفكر و التعقل ، و الانسان في القرآن الكريم يتساوى مع التعقل ، و ان الحياة الانسانية تكون على قدم المساواة مع التفكير و العقلانية . و في هذا الصدد أشار سماحته الى الآيتين 190 و 191 من سورة آل عمران : " إِنَّ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّیْلِ وَالنَّهَارِ لَآیَاتٍ لِّأُولِی الْأَلْبَاب ، الَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیَماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکرُونَ فى خَلْقِ السمَوَتِ وَ الاَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْت هَذَا بَطِلاً سبْحَنَک فَقِنَا عَذَاب النَّارِ " ، موضحاً :  هذه الآيات نموذج على الحياة الانسانية و حياة الفكر و التعقل .

و تابع سماحته : في نمط الحياة القائمة على الغفلة  يعتبر التذكير بالموت منبوذاً ، و يجب عدم التطرق اليه . أما بالنسبة لنمط الحياة الاسلامية فان التذكير بالموت يعد احد أسس الحياة . و لا يخفى أن زيارة القبور لا تعتبر تقديساً للاموات ، و إنما  من اجل أن يتعظ الناس و يدركوا بأن هذه الحياة مصيرها الى الزوال ، و ينبغي لهم  اعداد انفسهم للحياة الأخرى .

و أشار آية الله الاراكي : أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة حياة الايمان ، و قد أكد القرآن الكريم  عليها كثيراً . لافتاً الى قوله تعالى في الآية 22 من سورة المجادلة : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) ، و موضحاً : أن الذين ترسخ الايمان في قلوبهم ، يؤيدون بروح خاصة و سامية هي ( روح الايمان ) . و ان من خصائص حياة الايمان "  حبّ الله و حبّ محمد و آل محمد " .