آية الله الاراكي : لابد لثقافة التقريب من النفوذ الى حياة الناس

آية الله الاراكي : لابد لثقافة التقريب من النفوذ الى حياة الناس
آية الله الاراكي : لابد لثقافة التقريب من النفوذ الى حياة الناس

برعاية الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، و تضافر جهود الاتحاد العالمي للنساء المسلمات ، أقيم عصر أمس السبت بجامعة الشهيد بهشتي بطهران، حفل تكريمي للاطباء الناشطين في مجال التقريب حمل عنوان " دور الجهاد الطبي في التقريب بين القلوب " ، شارك فيه الدكتور قاضي زاده هاشمي وزير الصحة و العديد من الشخصيات العلمية و الطبية النسوية المرموقة على الصعيد المحلي و الدولي .

و في هذا الحفل ألقى آية الله الشيخ محسن الاراكي أمين عام مجمع التقريب ، كلمة تطرق فيها الى اهمية قضية التقريب ، لافتاً الى ضرورة ترسيخ ثقافة الوحدة في المجتمع ، و مشدداً على أهمية تعميم و نفوذ مفهوم التقريب الى حياة الناس العامة ، كي يتسنى للجميع التعرف على سبل التقريب و آلياته .   
 
و قال سماحته : أن احد ابرز الذين بوسعهم أن يكونوا مؤثرين في هذا المجال هم الاطباء ، إذ ان بمقدورهم - من خلال خدماتهم المخلصة و الصادقة -  الاضطلاع  بدور فاعل و مؤثر للغاية في هذا المسير . و أنا هنا أدعو كافة الاطباء للتضامن و التعاضد معنا في مجال التقريب و تعزيز التقارب بين أفراد المجتمع  وتوثيق الاواصر فيما بينهم .

و أشار آية الله الاراكي الى المشكلات و التحديات التي تواجه العالم الاسلامي موضحاً : ربما لا نبالغ اذا قلنا أن المجتمع الاسلامي لم يشهد مثل هذه الفترة طوال تاريخ الاسلام ، بل و يمكن القول ان البشرية جمعاء لم تشهد مثلما هو حاصل اليوم .  

و تابع سماحته : ثمة جماعة تعمل على تشتيت المجتمعات تحت واجهة الشعارات الدينية ، و مجموعة أخرى تدعو الى إبادة مجتمع آخر . و المؤسف حقاً أن هذه الممارسات تتم من خلال الشعارات الدينية ، و تحت مظلة الدفاع عن القيم الانسانية .

 و  لفت آية الله الاراكي الى أننا نمرّ اليوم بواحدة من اكثر مراحل التاريخ الاسلامي حساسية و خطورة ، مضيفاً : في الوقت الذي تقدم فيه الثورة الاسلامية نهجاً جديداً لهداية البشرية ، ممثلاً  بحاكمية الله تعالى و سيادة الدين و النظم الالهي في المجتمع الانساني ، فأن القوى الاستكبارية لا تألوا جهداً  في مخالفة هذا النهج  و معارضته بقوة .

و أضاف سماحته : لعلّ آخر مؤامرة نواجهها اليوم في العالم الاسلامي ، تلك الممثلة بالفتنة المذهبية و الحرب الطائفية . فكم من الدماء سفكت خلال السنوات القليلة الماضية في البلدان الاسلامية ، و خير مثال على ذلك ما يجري في سوريا و العراق و ليبيا و مصر ، و لازال نزيف الدم مستمراً . لذا فأن ثمة مسؤولية جسيمة تقع على عاتق المصلحين و الخيرين المخلصين في المجتمع الانساني ، في محاولة التصدي لهذا الهجوم الفكري و العسكري الخطير و الفتاك ، و توعية المجتمعات و حضها على ضرورة اتخاذ موقف موحد في مواجهته .

و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُواْ دِینَهُمْ وَكَانُواْ شِیَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ یَفْعَلُونَ" ، موضحاً : و بناء على ذلك يدعو سماحة القائد المعظم  آية الله الخامنئي ، ورئيس الجمهورية و كافة المسؤولين ، الجماهير الى الوحدة و العمل بواجبهم الديني و ترجمة الاحكام الالهية في حياتهم العملية .

و أوضح آية الله الاراكي : الهوية الاسلامية تعني هوية الوحدة ، و هذا يعني أنه و بناء على فحوى الآية  الكريمة  " ان الدين عند اللّه الاسلام ، و ما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم  العلم بغيا بينهم ، و من يكفر بآيات اللّه فان اللّه سريع الحساب " ، إذا كان هناك مجتمعاً يتزين باسم الاسلام ، فأن يجب أن يكون الاتحاد و الوحدة  من أولى خصائص و سمات هذا المجتمع . و أن العامل الوحيد الذي باستطاعته توحيد المجتمع الانساني ، هو  اطاعة الأمر الالهي .

و في جانب آخر من كلمته أشار آية الله الاراكي الى المراحل الثلاث التي تشكل معالم رئيسة  في مسيرة التقريب ، قائلاً : أن مسيرة التقريب تتمحور حول ثلاث مراحل و هي عبارة عن مرحلة  التنظير ، و التعميم الثقافي ، و الترجمة العملية ، و نحن اليوم نخوض مرحلة الترجمة العملية للتقريب ، أي التطبيق العملي لمشاريع التقريب في مختلف مناحي المجتمع ، سواء في الحوزات و الجامعات و المصانع الى غير ذلك ، و أننا نبذل كل ما بوسعنا في هذا المجال .

و في نهاية الحفل  قام آية الله الاراكي بتكريم 14 طبيباً من مختلف المذاهب الاسلامية ، ممن يمارسون نشاطهم في الحقل الطبي و يقدمون خدمات قيمة من خلال توجهاتهم الجهادية و التقريبية .

هذا و قد استهلت الدكتور طوبى كرماني الامين العام للاتحاد العالمي للنساء المسلمات ، الحفل بكلمة  اعربت فيها عن شكرها و تقديرها للاطباء الذين يتفانون في تقديم خدمات طبية و أنشطة تقريبية ، و المضي بخطوات عملية بارزة في إثراء مسيرة التقريب .

و ذكرت الدكتورة كرماني : نظراً للاوضاع المأساوية التي يمرّ بها الشعب اليمني المظلوم ، حيث يتعرض كل يوم الى أبشع  الاعتداءات الوحشية و الاجرامية ، فأن الاتحاد العالمي للنساء المسلمات يسعى الى اتخاذ ما في وسعه لتخفيف  آلام و معاناة اليمنيين ، و في هذا الصدد تم تقديم  مشروع الى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية  يقضي بالاستفادة من جميع الاطباء الذين بوسعهم الاضطلاع بدور فاعل و مؤثر في هذا المجال .

و في جانب آخر من كلمتها لفتت الدكتورة كرماني الى أهمية تقدير نشاط الاطباء ذوي التوجهات التقريبية ، مستعرضة جانباً من فعاليات الاتحاد العالمي للنساء المسلمات و الخدمات التي يقدمها الكادر الطبي في هذا المجال .