آية الله الاراكي في ندوة " الاخلاق و الآداب الرضوية " بمدينة اراك : النخب التي تتحلى بالبصيرة ، اساس و محور المجتمعات الموفقة
ألقى آية الله الاراكي كلمة في ندوة " الاخلاق و الآداب الرضوية " التي اقيمت عصر الاثنين بمدينة اراك ، جاء فيها : في حديث مع كميل بن زياد ، يصنف الامام علي (ع) الناس الى ثلاث فئات . الاولى اهل العلم الذين يشع نور الله في قلوبهم . اي الذين يتحلون بالعلم و بالبصيرة ، حيث تكون البصيرة المرشد والهادي لهم في مسار استخدامهم لهذا العلم .
و أضاف سماحته : هؤلاء يتعلمون جيداً مما يرونه ، و يعملون به كما ينبغي ، و أسماهم الامام (ع) بالعالم الرباني .
و شدد آية الله الاراكي على أن النخب التي تتحلى بالبصيرة تعتبر اساس و محور المجتمعات الصادقة ، لأنها تعدعين المجتمع و قدمه ، أي المجتمع يبصرالطريق من خلالها ، و يمضي فيه بواسطتها .
و لفت سماحته الى ضرورة تجسيد النخب المفكرة و المثقفة لهكذا شخصية ، موضحاً : أن النخب التي تتحلى بالبصيرة جنباً الى جنب مع العلم ، تعتبر بمثابة الراصد و المرشد للمجتمع ، و ان المجتمع الذي يضمّ نخباً صالحة يعتبرمجتمعاً صالحاً و موفقاً .
و اردف سماحته : بطبيعة الحال من الممكن أن تجد نخباً تتحدث بشكل جيد و لكنها تعمل بنحو سيء ، أي تبدو جيدة في الظاهر و لكنها لا تتحدث بما يليق ، و لكن النخب الحقيقية هم الذين يتحلون بالفكر و العلم الرصين و يعملون به .
و تابع آية الله الاراكي : الفئة الثانية هي التي تتبع في حياتها الفئة الاولى ، أي تحاول التعرف بنحو جيد على النخب الصحيحة و الصالحة و تحرص على اتباعها .
و أضاف سماحته : أما الفئة الثالثة فهي التي ليست من النخبة و لا تحاول اتباع النخب الصالحة . أن امثال هؤلاء الاشخاص يسيئون في الغالب الى المجتمع ، و كثيراً ما تلحق الاضرار بالمجتمعات على ايدي هؤلاء .
و في جانب آخر من كلمته أشار آية الله الاراكي الى " يوم الصحافي " قائلاً : نشهد هذه الايام اقامة احتفالات حاشدة لتثمين العمل الصحفي و تكريم الصحافيين ، و هي بادرة جيدة تستحق الثناء و التقدير . لافتاً: الصحافيون و العلماء و اساتذة الحوزة و الجامعة يعتبرون جزءً من نخبة المجتمع ، و لابد لهم من العمل للحفاظ على مكانتهم الحقيقية .
و أوضح آية الله الاراكي : القرآن الكريم تحدّث عن نمطين من الشخصية بأسماء و تعابير متعددة ، من هذه التعابير ما ورد في الآيتين الثامنة و التاسعة من سورة الاعراف : (وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازينُهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازينُهُ فَأُولئِکَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما کانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ) . و بناء على هاتين الآيتين هناك فئتين من الاشخاص من حيث بناء الشخصية . فمن خفت موازينه خسر نفسه و رصيده ، و من ثقلت موازينه فلح و تزكى .
و لفت سماحته الى ان يوم القيامة هو المعيار لمعرفة الحق ، و في ظل هذا المعيار تتضح قيمة الاشخاص ، فالذين تحلوا بالثراء المعنوي و ادخروا الاعمال الحسنة لهذه الرحلة ، هم المفلحون . أما الذين اضاعوا كل شيء فهم الاخسرون اعمالاً .
و أضاف آية الله الاراكي : الشخصيات الفارغة و التافهة تتجاهل الآيات الالهية و تتنكر لها . أما الشخصيات المتزنة والرصينة فهي التي تتصف بالصلاح و تتمتع بالخلود . و الاخلاق الرضوية ، المستوحاة من الاخلاق المحمدية و العلوية ، هي من بين هذه الشخصيات .
و خلص آية الله الاراكي للقول : النخب التي ترى الحق و تطمح اليه و تحرص على ثقل موازينها ، هي النخب الصادقة و الفالحة . أما الذين يرون الحق و يتعرفون على الصراط المستقيم ، و يمتنعون عن الاخذ به و سلوكه ، و لكنهم لا يترددون عن سلوك الطريق الخاطىء و المنحرف ، هؤلاء من خفت موازينهم ، ممن يمتلكون شخصيات ضحلة . فاذا ما افتقرت الشخصية فقدت توازنها و انقلبت . و أن بعض الاشخاص كانوا على هذا النحو ، كانت شخصياتهم منقلبة ، و كانوا يلتزمون الصمت ازاء الظلم الذي تمارسه اميركا و الاستكبار العالمي ، و لكنهم لا يألون جهداً في مهاجمة الجمهورية الاسلامية لأبسط مسألة . لماذا ؟ لأن هؤلاء الاشخاص لا يلتفتون الى الآيات الالهية ، و يغمضون اعينهم تجاه الحق .