آية الله الاراكي في جمع من العلماء و المفكرين في كراجي : ما يجري في فلسطين لا يمت الى عزة المسلمين مطلقاً

آية الله الاراكي في جمع من العلماء و المفكرين في كراجي : ما يجري في فلسطين لا يمت الى عزة المسلمين مطلقاً
آية الله الاراكي في جمع من العلماء و المفكرين في كراجي : ما يجري في فلسطين لا يمت الى عزة المسلمين مطلقاً

يواصل آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، زيارته الى باكستان و لقاء كبار علماء الدين ، و التحدث الى الشخصيات الفكرية و الثقافية و الاكاديمية  في هذا البلد المسلم الهام . و في هذا السياق ألقى سماحته مساء الاحد ، كلمة في جمع من العلماء و المثقفين بمدينة كراجي ، جاء فيها : القرآن الكريم يتحدث عن  نعمتين ، احدهما نعمة تامة ، و أخرى نعمة عامة . النعمة العامة تشمل جميع النعم الالهية . أما النعمة التامة التي يتحدث عنها القرآن الكريم ، فهي هذه الوحدة التي تتحقق للامة نتيجة اطاعة القادة الربانيين .
و أضاف سماحته : ينقل القرآن الكريم على لسان موسى ، بأن الله تعالى منّ عليكم بنعمة الانبياء و نعمة اتباعهم ، و بالتالي فأن هذه النعمة جعلت منكم ملوكاً في الارض .

و أوضح آية الله الاراكي : عندما كان بني اسرائيل شاكرين لنعمة القيادة الربانية و تابعين لهذه النعمة الالهية ، جعلهم  الله تعالى ملوك العالم .

و تابع سماحته : إذن بفضل الوحدة التي نتجت عن النعمة التامة ، جعل الله  تعالى المؤمن في طليعة شعوب العالم .
و لفت آية الله الاراكي الى الآية  الشريفة : " وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً " ، موضحاً : أن المقصود بالنعمة هنا ،  نعمة وجود رسول الله  و نعمة  اطاعته .

كما أشار سماحته الى الآية 7 من سورة المائدة : " وَ اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْکُمْ وَ ميثاقَهُ الَّذي واثَقَکُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ " ، قائلاً : نستنتج من ذلك أن نعمة القيادة الربانية  هي من النعم الالهية التامة . طبعاً بشرط  الاطاعة و الاتباع ، ذلك ان الاطاعة من تلك النعم التي تكمل النعمة على الناس .  

و اردف آية الله الاراكي قائلاً : لقد أتمّ الله تعالى هذه النعمة على المسلمين ، و عندما كان المسلمون قلباً واحداً و يداً واحدة  جاء قوله تعالى : "  أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " .

و أضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية :  يتحدث الله تعالى في سورة ابراهيم عن هذه النعمة بشكل مفصل و يوضح قانون هذه النعمة : " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " .
و أشار آية الله الاراكي الى أن قوم بني اسرائيل في القرآن الكريم  يعدون  أفضل نموذج لكفران نعمة  القيادة الربانية . إذ ان بني اسرائيل و نتيجة لكفران هذه النعمة استحقوا العذاب الالهي .

و تساءل سماحته : ما الذي جرى لبني اسرائيل نتيجة لكفران النعمة ؟ مضيفاً : أن احد نتائج كفران بني اسرائيل للنعمة  تمثل في  :  " ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْکَنَةُ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِکَ بِأَنَّهُمْ کانُوا يَکْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِکَ بِما عَصَوْا وَ کانُوا يَعْتَدُونَ " .

و أضاف آية الله الاراكي : أنا لا اريد أن أقول ان الله تعالى يبتلينا بهذا  الداء ، و لكن لابد لنا من الخوف لئلا يبتلينا الله تعالى بذلك .

و أوضح آية الله الاراكي : ثمة علائم خطرة تشاهد في المجتمع الاسلامي بهذا الخصوص . أن ما يجري في فلسطين لا يمت الى عزة المسلمين مطلقاً . لو كانت عندنا عزّة و كرامة لما كنا سمحنا للعدو بمهاجمة ارضنا و بيوتنا و ممتلكاتنا . أن اميركا  تهاجم البلدان الاسلامي كلما  ارادت ، و ان آخر نموذج لذلك  قصفها  مشفى في افغانستان استشهد على أثره العشراء في نفس اللحظة . و رغم كل ذلك يقف العالم متفرجاً يلتزم الصمت و لم يحرك ساكناً .
يتبع ...........