آية الله الاراكي : الحوزات العلمية تضطلع بدور مصيري في ساحات النضال
انطلاقاً من توجهات سماحة القائد بضرورة الحرص على السمة الثورية للحوزة العلمية ، اصدر جمع من اساتذة الحوزة بمدينة قم المقدسة ، " ميثاق شرف " اعربوا فيه عن تأييدهم و التزامهم بذلك .
و في هذا الصدد صرّح آية الله الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، في حواره مع راديو " المعارف" ، موضحاً : تقع على عاتق الحوزة العلمية اداء مهام و مسؤوليات جسيمة ، و لعلّ في طليعة مسؤوليات علماء الدين الاضطلاع بمسؤولياتهم كورثة للانبياء ، و هذا يعني تحمل اعباء ذات المسؤولية التي كان يضطلع بها الانبياء .
و أضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : يقول عزّ من قائل في محكم كتابه المجيد « وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ» ، و في ذلك اشارة واضحة لدعوة الناس الى ولاية الله و التمرد على ولاية الطاغوت ، و مثل هذا يعتبر نداء ثورة .
و اردف سماحته : و لهذا كان نداء الامام الخميني و الثورة بمثابة نداء الانبياء و الرسل ، حيث دعى الناس للانصياع الى حكم الله و التمرد على حكم الطاغوت و النهوض ضده . و عليه فأن مسؤولية الحوزات العلمية و مراجع الدين و العلماء الافاضل ، تتلخص في جملتين « أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ » .
و تابع آية الله الاراكي : نداء الثورة الاسلامية في ايران لم يكن سوى نداء الانبياء و الرسل ، و لهذا ينبغي للحوزة العلمية أن تتسم بالثورية ، و فيما عدا ذلك فانها لم تضطلع بمسؤولياتها . فإذا كانت مسؤولية الحوزة العلمية هي ذاتها مسؤولية الانبياء و الرسل ، فلابد لها من التحلي بالثورية . و الثورية تتلخص في جملتين ، الاولى تطبيق أحكام الله ، و الثانية التمرد على الطاغوت و التصدي له و عدم السماح له بالنفوذ الى مؤسساتها و تشكيلاتها و التحكم بها .
و لفت آية الله الاراكي : أن تأكيد سماحة القائد المعظم على اهمية اتسام الحوزة بالثورية ، يعني ضرورة وعي الحوزة لأصالتها و العمل بموجبها . و لهذا بادرت الحوزة للاعلان عن استجابتها لتوجهات سماحة القائد ، و اعتبار كل تصرف من قبل الحوزة يتعارض مع ذلك ، نظير عدم اضطلاع الحوزويين بمهامهم و مسؤولياتهم ، و ابتعاد الحوزة عن دورها الرئيسي ، التقاعس عن ادراء مهامها و مسؤولياتها ، بمثابة خيانة للامانة الملقاة على عاتق الحوزويين .
و حول الدافع الذي يقف وراء مبادرة اساتذة الحوزة العلمية الى اصدار " ميثاق الشرف " هذا ، اوضح آية الله الاراكي : مثلما أن خطر اختراق اجهزة الدولة و المؤسسات الثقافية و الاجتماعية قائماً ، فأن مثل هذا الخطر قائم بالنسبة للحوزات العلمية ، لذا لابد من لفت الانظار اليه و التحذير منه ، و الاستعداد للتصدي له في جميع الاوقات و على مختلف المستويات .
و أضاف سماحته : من الواضح أن الاعداء لا يألون جهداً لمهاجمة الثورة الاسلامية و استهداف اجهزتها و مؤسساتها . و مما لاشك فيه أن المؤسسة الدينية تعتبر احدى المؤسسات المحورية في النظام الاسلامي ، و إذا ما تم اختراق الحوزة العلمية فسوف يساء الى اسلامية النظام ، بل و حتى الى جمهوريته ، و من هنا يأتي الاعلان عن " ميثاق الشرف " للتعبير عن الامتثال لتوجهات سماحة القائد المعظم في الحرص على السمة الثورة للحوزة ، و كذلك تحذير الاعداء من أن الحوزة العلمية و المراكز الحوزوية واعية تماماً لأحابيلهم ومخططاتهم .
و حول الجوانب الثورية التي ينبغي للحوزة العلمية التمسك بها و الحرص عليها ، وفقاً لتوجهات سماحة القائد ، أوضح آية الله الاراكي : السمة الثورية تتجلى في أكثر من جانب ، منها التواجد المستمر في ميادين الثورة . فمن المعلوم أن الثورة الاسلامية إنما هي حصيلة جهود المرجعية الدينية و تضحيات علماء الدين و مختلف فئات الشعب ، و لذا ينبغي لهم الحضور و التواجد في ساحات النضال الثوري على الدوام .
و أخيراً خلص آية الله الاراكي للقول : أننا نواجه اليوم على صعيد الساحة الثقافية هجوماً ثقافياً واسعاً و شرساً ، حيث اضحى كل من العالم الافتراضي ، و القنوات الفضائية ، و الكتب ، و البرامج التعليمية ، و الافلام ، و الموسيقى ، و سائل و ادوات لهذا الهجوم الواسع النطاق ، مما ينبغي للحوزات الدينية أن تكثف من نشاطها في هذه المجالات ، و فضلاً عن محاولة تصديها لهجوم الاعداء ، لابد لها من شن هجوم معاكس ايضاً . و عليه ينبغي للحوزة العلمية القيام بكل ذلك كي تحافظ على توجهاتها الثورية و الاضطلاع بذات الدور الذي اضطلعت به منذ انطلاقة الثورة و مواصلة مهامها و مسؤولياتها حتى تحقيق اهدافها النهائية .