ـ(97)ـ
ما رواه علي بن إبراهيم القمي في قوله تعالى: (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين).
الرابع:
الروايات التي دلت على التحريف بالنقيصة فقط.
وبعد ذلك شرع العلمان الجليلان في بيان المفهوم الحقيقي لهذه الروايات كالآتي:
أولا: أن هذا النوع على شذوذه وندرته غير مأمون فيه الوضع والدس، فإن انسراب الإسرائليات وما يلحق بها من الموضوعات والمدسوسات بين رواياتنا لا سبيل إلى إنكاره، ولا حجية في خبر لا يؤمن فيه الدس والوضع.
ثانيا: أكثرها ضعيفة الإسناد، فيعلم ذلك بالرجوع إلى أسانيدها، فهي مراسيل أو مقطوعة الإسناد، أو ضعيفها.
ثالثا: منها ما هو قاصر في دلالتها، فإن كثيرا مما وقع فيها من الآيات المحكية من قبيل: التفسير، وذكر معنى الآيات لا من حكاية متن الآية المحرفة كما في قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك، في علي).
وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من طرح هذه الروايات؛ لمخالفتها للكتاب والسنة، وقد دلت الأخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسنة، وأن ما خالف الكتاب منها يجب طرحه وضربه على الجدار (1).
ولقد تمكنت من جمع عشرات النصوص لعلماء الشيعة القدامى والمحدثين، كلها تلتقي حول دحض فكرة التحريف ورفضها رفضا تاما. ولو حاولت استعراض هذه النصوص لطال بنا البحث، لذلك فقد انتقيت أبرزها وأكثرها بيانا، وصنفتها كالتالي:
النص الأول: للشيخ الصدوق ـ ت 381 هـ ـ يقول فيه: (اعتقادنا في القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة، ومن نسب إلينا أنا
__________________________________
1 ـ راجع في ذلك: البيان في تفسير القرآن: 229 ـ 233، والميزان في تفسير القرآن 12: 112.