ـ(96)ـ
وكان يمكن أن يكون لهذا الرأي الشاذ في تراث الشيعة بعض القيمة لو أن علماءهم صمتوا عنه ولم يردوه ويحكموا عليه بالشذوذ والانحراف. أما أن تراثهم في القديم والحديث يفيض بأحكام قاطعة ترد هذا القول وتبطله فإن هذا الرأي يجب أن يظل في حدود الشذوذ فقط.
وهنا نجد محاولات علمية متعددة تدلنا على أن علماء الشيعة لم يرتضوا القول بالتحريف مثل أن يقولوا: هذه إسرائيليات دست على رواياتهم، أو: إنها مرويات ضعيفة السند. ولنستمع إلى الإمام الأكبر السيد أبو القاسم الخوئي، والى العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في عرضهما لروايات التحريف عند جماعة منهم، وتقسيمها إلى أربعة أقسام:

الأول:
روايات دلت على التحريف بعنوانه: كرواية الشيخ الصدوق بإسناده عن جابر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (يجىء يوم القيامة ثلاثة يشكون: المصحف، والمسجد، والعترة.
يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني، وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا...)(1).

الثاني:
روايات دلت على أن بعض الآيات المنزلة من القرآن قد ذكرت فيها أسماء الأئمة عليهم السلام: كرواية العياشي بإسناده عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال: (لو قد قرء القرآن كما أنزل لالفينا مسمّين)(2).
الثالث:
الروايات التي دلت على تغيير بعض الكلمات، ووضع مكانها كلمات أخرى: مثل:
__________________________________
1 ـ الخصال 1: 174.
2 ـ البحار 19: 30، البرهان 1: 22، وإثبات الهداة 3: 43، والصافي 1: 14.