ـ(90)ـ
2 ـ لعل الأستاذ الكاتب ظن أنّ الشيخ الطوسي لما جمع الأخبار المتعارضة فتح بعمله هذا باب الخلاف أمام الشيعة، مع أنّ نفس هذه الأحاديث كانت موجودة بيد العلماء قبل الشيخ الطوسي، وقد أفتى هؤلاء العلماء وفق هذه الأحاديث، إذن، فالخلاف كان موجوداً، إلاّ أنّ الأحاديث المتعارضة لم تكن مجموعةً في كتابٍ واحدٍ، فجاء الشيخ الطوسي وجمعها وعالجها بطرقٍ حكيمةٍ: إما رداً لبعضها ، أو جمعاً بينها إذا وجد إلى الجمع سبيلاً.
3 ـ يبدو أنّ الأستاذ لم يقف على شيء من هذه الكتب، ولهذا قال: (وليس فرق بين كتابي التهذيب والاستبصار)، ومن نظر فيهما يظهر لـه الفرق واضحاً جلياً، فإن كتاب "التهذيب" الذي هو شرح لكتاب المقنعة للشيخ المفيد جمع فيه الأخبار الموافقة والمخالفة، ثم اختار المؤلف منها الأحاديث المتعارضة خاصة في كتاب"الاستبصار فيما اختلف من الأخبار"، فهذا هو الفارق بين الكتابين، فكل ما في "الاستبصار" موجود في "التهذيب" ولا عكس.
سابعاً: هناك بعض الأخطاء البسيطة في مقال الأستاذ مثل:
1 ـ قوله: (روضة الكافي يُنسب إلى الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ)، مع أنه للكليني على التحقيق، ولم يصح ما قيل إنه لرجلٍ متأخرٍ عنه. أما نسبته إلى الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ فلم نقف إلى الآن على من يقول بذلك.
2 ـ قوله: (يقال للشيخ الصدوق: رئيس المدرسين)، وهذا خطأ، حيث لم يقل أحد بذلك، إنّمّا يطلق عليه في بعض الأحيان "شيخ المحدثين"، كما يطلق على الكليني "ثقة الإسلام" وعلى الشيخ الطوسي "شيخ الطائفة"، وهكذا.
3 ـ قوله: (توفي الطوسي سنة 467هـ)، والمتفق عليه سنة "460هـ" (1)
4 ـ قوله: (الكليني توفي سنة 337 هـ) وهذا خطأ بل مات سنة "329هـ"(2). وجاء قول بأنه توفي سنة"328هـ" ولا يوجد غير هذا.
5 ـ لاخلاف في عدد أحاديث كتاب "من لا يحضره الفقيه" كما ادعى، بل مجموع
__________________________________
1 ـ انظر الأعلام للزركلي 6: 274 وغيرها.
2 ـ المصدر السابق 6: 85.