ـ(189)ـ
تركة ثقيلة نحن في غنى عن الخوض فيها، ولا فائدة من إثارة نزاعات أكل الدهر عليها وشرب، ومن الأفضل والأنفع أنّ نتطلع إلى المستقبل.
وقال: نحن المسلمون أمة واحدة شئنا أم أبينا، نحن كراكبي سفينة: إما أنّ ننجو جميعاً أو نهلك جميعاً، ومن هنا فإن مصلحة دنيانا وآخرتنا تقتضي أنّ نركز على مواطن الاتفاق والاتحاد.
وأشار الأستاذ إلى مسألة "ولاية الفقيه"، وقال: إنها ـ خلاف ما أشاع البعض عنها ـ تستطيع أنّ تكون محور تجمع المسلمين. وقال: إنّ مشروع ولاية الفقيه يجب دراسته والتعمق فيه، واقترح إقامة ندوة خاصة حول اجتماع المسلمين حول محور ولاية الفقيه.
البروفسور حسين آطاي:
تحدث الأستاذ الدكتور حسين عن الرؤية القرآنية في مواجهة الأفكار المختلفة، ذاكراً أنّ الكتاب الكريم يربي المسلمين على سعة الأفق، وبعد النظر في مواجهة المخالفين. ويتحدث عن الدعوة إلى الله باسم التبليغ، وهو اسم لـه دلالة كبيرة على طبيعة عمل الداعية. فالجدل المثير للنزاع محظور في الإسلام، ولا يجوز الجدال إلاّ بالتي هي أحسن.
وتحدث الأستاذ عن تجربته العلمية مع طلابه، وأوضح: أنّ سعة الصدر تستطيع أنّ تربي الأفراد تربية يتعالون فيها عن الصغائر، ويتجهون نحو أفق رحب في اتخاذ المواقف العلمية. وأشار إلى قوله تعالى: [إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين]، مؤكداً أنّ هذه العبارة فيها كلّ معاني السمو والترفع وعلو النظرة في اتخاذ المواقف من المخالفين.
وأشار الأستاذ إلى تفاهة الأمور التي تفرق بين المسلمين اليوم وتثير النزاع في أوساطهم، وقال: إننا نحتاج إلى أنّ نرفع مستوى أمتنا أولاً، وأن نصلح أنفسنا في بداية الأمر؛ كي نسد الثغرة أمام من تسول لـه نفسه تمزيق صفوف الأمة.