ـ(100)ـ
أصحابنا خلافه)(1).
النص العاشر: للحجة محمد جواد البلاغي، وهو ينكر فيه على النوري الطبرسي قوله بالنقيصة في القرآن، ويرد عليه بقوله: (وفي جملة ما أورده من الروايات ما لا يتيسر احتمال صدقها، ومنها: ما هو مختلف باختلاف يؤول به إلى التنافي والتعارض. هذا مع أن القسم الوافر من الروايات ترجع أسانيده إلى بضعة أنفار، وقد وصف علماء الرجال كلا منهم: إما بأنه ضعيف الحديث، فاسد المذهب، مجفو الرواية. وإما بأنه مضطرب الحديث والمذهب، يعرف حديثه وينكر ويروي عن الضعفاء. وإما بأنه كذاب متهم، لا أستحل أن أروي من تفسيره حديثا واحدا، وأنه معروف بالوقف. وإما بأنه كان غاليا كذابا...، ومن الواضح أن أمثال هؤلاء لا تجدي كثرتهم شيئا)(2).
أما ما يقال عن مصحف علي بن أبي طالب أو: بأن هناك مصحفا للإمام علي عليه السلام يغاير المصحف الذي بأيدينا فحقيقة الأمر في هذا القول ومن كتابات الشيعة أنفسهم: أنه يغاير القرآن الموجود في ترتيب السور فقط، وأن ما به من زيادة ليست من القرآن، وإنّما هي تفاسير تلقاها علي عليه السلام من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ودونها في مصحفه.

قيمة هذا القول عند علماء أهل السنة:
أول من نسجله في هذا الموضوع ـ ومن خلال إحصائيات سريعة لقدامى أعلامنا ومؤلفاتهم ـ أن الذين حملوا لواء اتهام الشيعة بالتحريف لا يتجاوزون أيضاً عدد أصابع اليد الواحدة. وفي حدود معرفتي أن الأسفراييني ـ ت 471 هـ ـ من أبرز من رددوا هذا الاتهام، وذلك في كتابه (التبصير في الدين)، حيث يقول: (واعلم: أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة، ويدعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان من قبل الصحابة. ويزعمون أنه قد كان فيه النص على إمامة علي فأسقطه الصحابة عنه. ويزعمون أنه لا اعتماد على القرآن الآن، ولا على شيء من الأخبار المروية عن المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).(3)
__________________________________
1 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن 1: 15، دار المعرفة بيروت (1986).
2 ـ مقدمة مجمع البيان للطبرسي 1: 27.
3 - التبصير في الدين: 24 (ط / 1940 م )