ـ(190)ـ
الموقف السياسي منهما إلى الموقف الاعقتادي البحت.
لقد اعتبر القاضي عبد الجبار هذين الأصلين هما الفارق بين مذهب الاعتزال من ناحية، ومذهب الخوارج والشيعة من ناحية ثانية، حيث يقول وهو يعدد نقاط الخلاف بين مذهب الاعتزال والمذاهب الأخرى: (.. وخلاف الخوارج داخل تحت المنزلة بين المنزلتين، وخلاف الإمامية داخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)(1).
وفي هذا الضوء لننظر ما هي رؤية المعتزلة السياسية في موضوع الثورة خاصة، فيقول المعتزلة:
1 ـ الإمام يشترط فيه العدالة التي تعني: أداء الواجبات والابتعاد عن المحرمات في الشريعة، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: [لا ينال عهدي الظالمين] (2).
2 ـ ولما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجباً وجبت الثورة على الظالمين: إذا أمكننا أنّ نزيل بالسيف أهل البغي ونقيم الحق، واعتلوا بقول الله عز وجل [وتعاونوا على البر والتقوى] وبقوله: [فقاتلوا التي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله](3).
3 ـ إنّ أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتوقف وجوبه على وجود الإمام.
يقول ابن حزم: (ذهبت طوائف من أهل السنة وجميع المعتزلة وجميع الخوارج والزيدية إلى أنّ سل السيوف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إذا لم يكن
______________________________
1 ـ شرح الأصول الخمسة / القاضي عبد الجبار.
2 ـ البقرة: 124.
3 ـ شرح الأصول الخمسة / القاضي عبد الجبار والآية الأولى في سورة المائدة:2 والثانية في سورة الحجرات.