ـ(155)ـ
أقول: ومنه: الغانية للمرأة لغنائها ببيت أبيها عن غيره، أو بجمالها عن الزينة، أو بزوجها عن غيره، على اختلاف في سبب التسمية.
9 ـ ذكر سبب التسمية
تعرض الطبرسي ـ رحمه الله ـ في تفسيره إلى ذكر سبب تسمية الشيء بهذا الاسم دون غيره، ويمكن لقارئ مجمع البيان أن يلحظ ذلك بسهولة.
ففي قوله تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلاّ أماني وإن هم إلاّ يظنون)(1)(الامي الذي لا يحسن الكتابة، وإنما سمي أمياً لأحد وجوه:
أحدها: أن الأمة: الخلقة، فسمي أمياً؛ لأنه باق على خلقته، ومنه قول الأعشى:
وإن معاوية الأكرمين حسان الوجوه طوال الأمم(2)
وثانيها: مأخوذ من الأمة التي هي: الجماعة، أي: هو على أصل ما عليه الأمة في أنه لا يكتب؛ لأنه يستفيد الكتابة بعد أن لم يكن يكتب.
وثالثها: أنه مأخوذ من الأم، أي: هو على ما ولدته أمه في أنه لا يكتب.
وقيل: إنما نسب إلى أمه؛ لأن الكتابة إنما تكون في الرجال دون النساء)(3).
وفي قوله تعالى: (سنفرغ لكم أيه الثقلان)(4) ذكر الطبرسي أنه(وإنما سميت الأنس والجن ثقلين لعظم خطرهما وجلالة شأنهما، بالإضافة إلى ما في الأرض من الحيوانات، ولثقل وزنهما بالعقل والإيمان، ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ:(إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي)، سماهما ثقلين لعظم خطرهما وجلالة قدرهما.
____________________________
1ـ البقرة: 78.
2 ـ سبق في باب ذكر بعض الوجوه أنه فسر الأمة بالقامة.
3 ـ مجمع البيان 1: 144.
4 ـ الرحمن: 31.