ـ(156)ـ
وقيل: إن الجن والإنس سميا ثقلين لثقلهما على الأرض أحياء، وأمواتاً، ومنه قوله تعالى: (وأخرجت الأرض أثقالها)(1) أي: أخرجت ما فيها من الموتى. والعرب تجعل السيد الشجاع ثقلاً على الأرض)(2).
ـ ذكر وجوه الاشتقاق:
تعرض الطبرسي ـ رحمه الله ـ في مواضع من مجمع البيان إلى ذكر الآراء في أصل اشتقاق بعض الكلمات التي اختلف العلماء في أصل اشتقاقها.
ففي قوله تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي...)(3). ذكر الطبرسي: أن( في أصل الكلمة ـ الذرية ـ أربعة مذاهب من الذرء، ومن الذر، ومن الذرو، والذري.
فإن جعلته من الذرء فوزنه فعيلة ذريئة كمريق، ثم ألزمت التخفيف، أو البدل: كنبي في أكثر اللغة والبرية.
وإن أخذته من الذر فوزنه فعلية كقمرية، أو فعيلة نحو ذريرة، فلما كثرت الراءات أبدلت الأخيرة ياءاً وأدغمت الياء الأولى فيها نحو: سرية فيمن أخذها من السر وهو النكاح، أو فعولة نحو: ذرورة فأبدلوا الراء الأخيرة لما ذكرنا(4) فصار ذروية(5) أدغم فصار ذرية.
وإن أخذته من الذرو أو الذري فوزنه فعولة أو فعيلة. وفيه كلام كثير يطول به الكتاب ذكره ابن جني في المحتسب)(6).
وإذا رجعنا إلى المحتسب عند تعرضه لتوجيه القراءة في قوله تعالى: (ذرية بعضها من بعض.. )(6)
_________________________
1 ـ الزلزلة: 2.
2 ـ مجمع البيان 5: 204.
3 ـ البقرة: 124.
4 ـ قوله لما ذكرنا، يعني: بسبب كثرة الراءات.
5 ـ أي: بعد قلب الواوياء ألوقوعها ساكنة قبل الياء، وكذلك أبدلت ضمة الراء كسرة.
6 ـ مجمع البيان 1: 199.
7 ـ آل عمران: 34.