ـ(154)ـ
ففي قـوله تعالى: (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق)(1) يتعرض الطبرسي ـ رحمه الله ـ إلى معاني الزفير وأنه( أول نهاق الحمار والشهيق آخر نهاقه. قال رؤبة:
حشرج في الجوف صهيلاً أو شهق حتى يقال ناهق وما نهق والزفر ترديد النفس مع الصوت من الحزن حتى تنتفخ الضلوع. وأصل الزفير: الشدة من قولهم للشديد الخلق: مزفور: والزفر: الحمل على الظهر خاصة لشدته والزفير: السيد؛ لأنه يطيق حمل الشدائد وزفرت النار: إذا سمع لها صوت من شدة توقدها.
والشهيق: صوت فضيع يخرج من الجوف بمد النفس. واصله الطول المفرط من قولهم: حبل شاهق)(2).
فقد ذكر الطبرسي في النص السابق: أن أصل الزفير: الشدة، أو بعبارة أخرى: أن في الزفير معنى الشدة، وأن كل استعمال للزفير فيه معنى الشدة، فالمزفور للشديد الخلق، أي: في خلقه شدة، وكذا بقية الاستعمالات التي ذكرها.
ومن الجدير بالذكر أنه لم يذكر العلاقة بين الزفير وأول نهاق الحمار، وهي فيما يبدو: أن أول نهاق الحمار فيه شدة، لذلك سمي زفيراً.
وفي قوله تعالى:(كان لم يغنوا فيها إلاّ إن ثمودا كفروا ربهم إلاّ بعداً لثمود)(3)(غني بالمكان إذا أقام به. والمغنى المنزل قال النابغة:
غنيت بذلك إذ هم جيرة منها بعطف رسالة وتودد وأصل الغنى: الاكتفاء. ومنه: الغنى بالمال. والغناء بمد الصوت الذي يكتفي به. والغناء: الاكتفاء. بحال الشيء، ومنه غني بالمكان؛ لاكتفائه بالإقامة فيه)(4).
_________________________________
1ـ هود: 106.
2 ـ مجمع البيان 3: 192.
3 ـ هود: 68.
4 ـ مجمع البيان 3: 173.