ـ(153)ـ
7 ـ ذكر أصل الباب:
كثيراً ما يذكر الطبرسي ـ رحمه الله ـ عند تعرضه للشرح اللغوي للكلمة أصل الكلمة الذي تفرعت منه بقية معاني استعمالات الكلمة. وهذه ظاهرة يلمسها كل قارئ لمجمع البيان، فلا تكاد تخلو صفحة من ذكر لأصل المعنى.
ففي قوله تعالى:(يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم..)(1)
(الابن والولد والنسل والذرية متقاربة المعاني، إلاّ أن الابن للذكر، والولد يقع على الذكر والأنثى. والنسل والذرية تقع على جميع ذلك. وأصله من البناء، وهو: وضع الشيء على الشيء، فالابن مبني على الأب؛ لأن الأب أصل والابن فرع)(2).
وفي قوله تعالى: (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام)(3).
(الناصية: شعر مقدم الرأس وأصله الاتصال من قول الشاعر:
قي تناصيها بلادقي
أي: تتصل بها. فالناصية متصلة بالرأس)(4).
8 ـ ذكر المناسبة بين أصل المعنى واستعمالات الكلمة:
يذكر الطبرسي في كثير من المواضع المناسبة بين أصل معنى الكلمة واستعمالاتها المتعددة، فهو يحاول ربط معاني الكلكة، سواء الحقيقة منها أم المجازية بالمعنى الأصلي. وهذا أمر يحتاج إلى دقة ومهارة وتسلط لغوي خاص، لاسيما عند ربط المعنى المجازي والمعنى والأصلي؛ لأنه بحاجة إلى بيان نوع المناسبة أو العلاقة بين المعنيين.
_____________________________________________
1 ـ البقرة: 40.
2 ـ مجمع البيان 1: 92.
3 ـ الرحمن: 41.
4 ـ مجمع البيان 5: 204.