ـ(142)ـ
الذنوب المنسوبة إلى الأنبياء
إن من أهم الأمور التي أثارت الإشكالات بشأن عصمة الأنبياء هو: ما ورد من التعابير القرآنية، والأحاديث التي لا ينسجم ظاهرها مع عصمة الأنبياء، ويبدو أنها تنسب ارتكاب الذنب للأنبياء !!
وقد أجيب عن هذه الإشكالات بإجابات متعددة ووجهات نظر متفاوته.
فقد قال أبو علي الجبائي:( إن الذنوب التي نسبت إلى الأنبياء هي من باب الخطأ في التأويل، ولا تنافي شأن العصمة، فمثلاً: أن أكل آدم من الشجرة المنهي عنه كان لتصوره أنه نهي عن تناول شجرة خاصة بعينها، ولكنه كان قد نهي عن نوع تلك الشجرة، لا عن الشجرة نفسها، والنهي كان يشمل الشجرة التي أكل منها آدم)(1).
وقال النظام وأتباعه:(إن الذنوب المنسوبة إلى الأنبياء هي ما تبدر منهم سهوراً وغفلةُ، ولا يتنافى ذلك وعصمتهم)(2).
وأما الأشاعرة: فيعتقدون أن هذه الذنوب: إما أن تكون قد صدرت عن الأنبياء قبل بعثتهم، أو هي من قبيل ترك الأولى، أو أنها ذنوب صغيرة صدرت عنهم سهوا)(3). وبناء على ذلك نلاحظ: أن أصل وقوع المعصية أو الذنب من قبل الأنبياء قد عد من المسلمات في جميع الإجابات، وغاية ما في الأمر: أنهم أوردوا محامل تتناسب وآرائهم في أصل المسألة، إلاّ أنه وفقاً لعقيدة الشيعة فإن هذه المحامل تتناسب وآرائهم في أصل المسألة، إلاّ أنه وفقاً لعقيدة الشيعة فإن هذه المحامل لا يعتد بها؛ لأن الشيعة يعتقدون بنفي صدور الذنب ووقوع المعصية من قبل الأنبياء، سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها، لا عمداً ولا سهواً، ولا خطأ في التأويل.
ولذا فإن رأي الشيعة بالنسبة لما نسب من الذنوب إلى الأنبياء هو:أن الأنبياء
______________________________________________
1ـ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 7: 12.
2 ـ السيد المرتضى، تنزيه الأنبياء: 8.
3 ـ التفتازاني، شرح المقاصد 2: 194.