ـ(141)ـ
والإثابة على أفعالهم.
أما الأشاعرة: فإنهم ـ وفقاً لعقيدتهم في مسألة الجبر والاختيار ـ وبالرغم من إيمانهم بالجبر لا ينكرون التكليف والثواب والعقاب، وهم يرون أيضاً: أن الأنبياء يستحقون الثواب والمدح في ترك المعاصي(1).
3 ـ العصمة: هي ملكة لا تصدر المعصية عن صاحبها، وقد نقل هذه النظرية عن الحكماء الشيخ نصير الدين الطوسي(2). وقد ورد في كلمات بعض المتكلمين: التعبير عن العصمة بالملكة، إلاّ أنهم قالوا:( إن هذه الملكة هي لطف إلهي)(3).
وتنحصر أسباب ظهور ملكة العصمة ـ باعتبارها لطفاً إلهياً ـ في النقاط التالية:
أ ـ أن تتوفر في نفس الشخص أو بدنه مؤهلات توجد فيه ملكة الامتناع عن الفجور.
ب ـ أن تتوفر لدى الشخص المعرفة بقبح الذنوب وحسن الطاعات.
ج ـ أن تتعزز هذه المعرفة بوحي الله وبيانه.
د ـ المتحلي بهذه الملكة يستحق اللوم إذا ما ترك الأولى(4).
وبالنظر لتعدد الآراء حول حقيقة العصمة التي لا يوجد فيما بينها أي اختلاف جذري نقطع: أن العصمة لا تسلب الاختيار عن الأنبياء، وهم ليسوا مرغمين على ترك المعاصي، بل هم يبلغون درجة من التقوى والكمال والعلم بحيث لا يجنحون معها إلى المعصية أبداً وإن كانوا قادرين عليها.
_____________________________________________________
1ـ الجرجاني، شرح المواقف 8: 281.
2 ـ نصير الدين الطوسي، نقد المحصل: 318.
3 ـ الفاضل المقداد، الإرشاد: 302.
4 ـ الفخر الرازي، محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين: 38.