ـ(143)ـ
لم يخالفوا الأمر الرباني في مثل هذه الحالات ليتنافى ذلك وعصمتهم، بل المخالفة إن بدرت منهم فهي مخالفة للأمر الإرشادي، وهي لا تعد معصية، وهم في الواقع ربما اختاروا الحسن من بين أمرين: أحدهما حسن، والآخر أحسن منه، وهذا الأمر لا يعد معصية قطعاً، وإن اعتبر كذلك فإنما مقارنة لشأنهم الرفيع، لكنها ليست معصية تتعارض مع مقام عصمتهم طبعاً(1).
وقد عالج المتكلمون حالات عديدة تتنافى وعصمة الأنبياء ظاهراً، ولاسيما أكل آدم من الشجرة المنهي عنها، وما صدر عن الأنبياء من حكم وقضاء بين المتخاصمين والمشار إليها في القرآن الكريم، وما نسب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في القرآن من التعبير بالذنب. وقد عالج المتكلمون كل ذلك وأجابوا عنه بوجوه متعددة.
وإضافة إلى الكتب الكلامية والتفسيرية فقد كتبت كتب خاصة في هذا الشأن نذكر منها كتابين:
الأول: تنزيه الأنبياء الذي ألفه المتكلم الشيعي المعروف: السيد المرتضى والمعروف ـ(علم الهدى).
والثاني: عصمة الأنبياء للفخر الرازي، وهو من كبار علماء الجمهور وأبرز متكلميهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
__________________________________
1 ـ بحار الأنوار 11: 91.