ـ(140)ـ
ويقول العلامة الحلي:( العصمة: هي لطف إلهي يخص به المكلف بحيث لا يكون هناك موجب لارتكاب المعصية وترك الطاعة بالرغم من تمكنه من ذلك)(1).
ويقول ابن أبي الحديد المعتزلي:(يرى أصحابنا المعتزلة: أن العصمة لطف إلهي يمتنع المكلف بوجوده عن فعل القبيح مختاراً)(2).
ووفقاً لهذه النظريات فإن العصمة موهبة إلهية يفيضها على الشخص لما لديه من مؤهلات، إلاّ أن الاختيار في الوقت ذاته هو من قبل الشخص نفسه. وبعبارة أخرى: لا يوجد في ذلك الشخص موجب لارتكاب المعصية مع قدرته عليه.
2 ـ العصمة: هي نوع من المشيئة الإلهية، بحيث يمنح الباري ـ عز وجل ـ الأنبياء القدرة على الطاعة، ولم يمنحهم القدرة على ارتكاب المعصية، وهذه النظرية يقول بها الأشاعرة والجمهور، وفقاً لرأيهم في مسألة أفعال العباد فقد فسروا العصمة بهذا المعنى.
ويقول البغدادي:(إن عصمة الأنبياء ـ وفقاً لمبدأنا ـ لا يمكن أن تصح إلاّ حين نقول: إن الله أعطاهم القدرة على الطاعة، وسلبهم القدرة على المعصية)(3).
ويقول اللايجي:( إن حقيقة عصمة الأنبياء هي: أن الله لم يخلق في كيانهم المعصية)(4).
ويقول ابن أبي شريف:( إن العصمة: عبارة عن منح الله الأنبياء القدرة على الطاعة، بحيث لم يودع فيهم القدرة على المعصية)(5). ووفقاً لهذا الرأي فإن الأنبياء مكرهون على عدم ارتكاب الذنوب، وبناء على ذلك فإنهم غير جديرين بالمدح
_____________________________________________________
1 ـ العلامة الحلي، أنوار الملكوت: 96.
2 ـ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 7: 8.
3 ـ البغدادي، أصول الدين: 169.
4 ـ اللايجي والجرجاني، شرح المواقف 8: 280.
5 ـ ابن أبي شريف، المسارة بشرح المسايرة: 228.