/ صفحه 274/
ونقل السيوطي: " وفي أمالي ثعلب: ندب إبل لليأس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، فندت أولاده في طلبها، وهم ثلاثة: عامر وعمرو وعمير، فأدركها عامر فسمى مدركة، وأما عمرو فاقتنص أرنبا واشتغل بطبخها وقال ما زلت في طبخ فسمى طابخة، وأما عمير فانقمع في البيت فسمى قمعة، فلما أبطأوا على أمهم ليلى خرجت في أثرهم، فقال الشيخ لجارية لهم يقال لها نائلة: تقرفصي في اثر مولاتك أي أسرعي، فقالت ليلى ما زلت أخندف في أثركم أي أهرول فسميت خندف، وقالت نائلة: أنا قرفصت في أثر مولاتي، فقال الشيخ: فأنت قرفاصة " (1).
غير أنه بعد الرجوع إلى أمالي ثعلب ظهر التفاوت بين المنقول والمنقول عنه في زيادة أثبتها السيوطي. ولعل هذه الزيادة سهلها عليه القصد من زيادة الإيضاح في الخبر. ولتعلم ذلك جلياً أضع بين يديك عبارة الأمالي المنقول عنها بحروفها، قالت ثعلب: " ومدركة وطابخة أخوان طلبا إبلهما فصادا أرنبا، فقال مدركة لطابخة: اطبخ لنا صيدنا هذا إلى أن أثنى عليك الإبل فطبخها طابخة، وثنى عليه مدركة الإبل، فلما أتيا أمهما قالا: فعلنا وفعلنا، قال: فلقب طابخة وهذا مدركة، فذهبا طابخة ومدركة، وأمهما خندف " (2).
وفي شرح شواهد شرحي الشافية للبغدادي الشاهد التاسع والأربعين بعد المائة " ونقل ابن المستوفي في تسميتها خندف وجها آخر، قال: فقدهم اليأس يوما فقال لها: أخرجي في أولادك، فخرجت وعادت بهم، فقال لها اليأس: أنت خندف ".
عساك علمت علم اليقين ـ بعد أن قرأت النصوص الواردة في إحلال قيس عيلان محل الناس والاجتزاء به دونه في تمييز فروعه من غيرهم ثمة في العدد الثاني

ــــــــــ
(1) المزهر ج 2 ص 269.
(2) أمالي ثعلب ج2 ص 571 طبع دار المعارف.