/ صفحه 275/
من السنة الماضية، وفي اشتهار خندف بدلا من اليأس والاستغناء بها دون الحاجة إليه في الارشاد عن ذريته هنا في هذا المقال ـ أنه ناب قيس وخندف في التعريف بما تناسل من ابني مضر شعوباً إلى فصائل عن الناس واليأس على مر العصور، ولا سيما في المصاولات والمقاولات بين الفريقين، ومن ثم كان المضري حيناً يتسامى بالاعتزاز إلى هذين الأبوين، ويطير بهذين الجناحين عند الوئام والإجابة لعامل القربى بين بني الأعمام، وحيناً ينحاز إلى أبيه فتظهر المقابلة بين هذين الأبوين من الفرعين، ولكل من الأمرين داعيه الخاص.
يقول نصر بن سيار المرتفع نسبه إلى مدركة بن خندف:
أنا ابن خندف تنميني قبائلها للصالحات وعمى قيس عيلانا (1)
ويقول المبرد في التفخيم بقدر الأقرع بن حابس التميمي المرقوع نسبه إلى طابخة بن خندف، وعيينة بن حصن الفزاري المنتهي إلى قيس عيلان: " وكان الأقرع في صدر الإسلام سيد خندف، وكان محله فيها محل عيينة بن حصن في قيس " (2).
فخندف وقيس هما ملتقى أولاد مضر.
بنو قيس ـ بنو خندف:
يستنصر القيسى القيسين، والخندفي بالخندفين إذا شجر النزاع بين بني العم، وإن جدا الشقاق بين بني مضر وبين ربيعة أو غيره، فبنو العمومة في صف واحد ينزعون في قوس واحدة تلقاء غيرهم، فالمناصرة في الأخوة فالعمومة فالجد الأعلى وهكذا على ما هو مركوز في الطباع البشرية.
وهذه العصبية البغيضة في الدين الحنيف خفت صوتها وكمنت في النفوس الفترة الأولى في صدر الإسلام، إذ أن دولة بني أمية أحيت التقاليد العربية،

ــــــــــ
(1) البيت في جمهرة الأنساب ص 9، ونصر والي خراسان من عهد هشام بن عبد الملك وترجمته في خزانة الأدب الشاهد السابع عشر بعد المائة.
(2) الكامل شرح الرغبة ج 3 ص 42.