/ صفحه 273/
قد أدركت ما طلبتا، وقال لطابخة: وأنت قد انضجت ما طبختا، وقال لقمعة: وهو عمير: وأنت قد قعدت فانقمعتا.
وخندف التي عرف بها اليأس هي التي ضربت بها الأمثال بحزنها على اليأس، وذلك أنها تركت بنيها وساحت في الأرض تبكيه حتى ماتت كمدا … وقال الزبير: وإنما نسب بنو اليأس لأمهم لأنها حين تركتهم شغلا بحزنها على أبيهم رحمهم الناس، فقالوا هؤلاء أولاد خندف الذين تركتهم وهم صغار أيتام حتى عرفوا ببني خندف) (1).
وفي اللسان مادة (خندف) الخندفة مشية كالهرولة، ومنه سميت ـ زعموا ـ خندف امرأة اليأس بن مضر بن نزار واسمها ليلى، نسب ولد اليأس إليها وهي أمهم … كانت خندف امرأة اليأس اسمها ليلى بنت حلوان غلبت على نسب أولادها منه، وذكروا أن إبل اليأس انتشرت ليلا فخرج مدركة في بغائها فردها فسمى مدركة، وخندفت الأم في أثره، أي أسرعت فسميت خندف واسمها ليلى بنت عمران بن الحاف بن قضاعة، وقعد طابخة يطبخ القدر فسمى طابخة، وانقمع قمعة في البيت فسمى قمعة، وقالت خندف لزوجها: ما زلت أخندف في أثركم، فقال لها: فأنت خندف، فذهب لها اسما ولولدها نسبا، وسميت بها القبيلة، وظلم رجال في أيام الزبير بن العوام فنادى يالخندف، فخرج الزبير ومعه سيف وهو يقول أخندف إليك أيها المخندف، والله لئن كنت مظلوما لأنصرنك …).
وفي القاموس مادة (الخندوف): " وولد اليأس بن مضر عمرا وهو مدركة، وعامرا وهو طابخة، وعميرا وهو قَمَعَة، وأمهم خِندف كزِبرج وهي ليلى … وكان اليأس خرج في نجعة فنفرت إبله من أرنب، فخرج إليها عمرو فأدركها، وخرج عامر فتصيدها وطبخها، وانقمع عمير في الخباء، وخرجت أمهم تسرع فقال لها اليأس: أين تخندفين؟ فقالت: ما زلت اخندف في أثركم، فلقبوا: مدركة وطابخة وقمعة وخندف ".

ــــــــــ
(1) الروض الأنف " ذكر ولد نزار بن معد " ج 1 ص 61.